اختصاصي نفسي: التعامل مع الضغوط لا يعني القضاء عليها.. الحياة لا تخلو منها

أكد الاختصاصي النفسي خالد منصور مريط أن طريقة إدراك الأفراد للمواقف والأحداث وكذلك طريقة استجابتهم لها هي التي تحدد درجة شدة الإحساس بالضغط، فالتعامل مع الضغوط لا يعني القضاء عليها ولكن لمحاولة التخفيف من آثارها السلبية قدر الإمكان والتعايش معها، مشيراً إلى أن الضغط خبرة انفعالية سلبية تحدث تغيرات عبارة عن مجموعة من المواقف والأحداث.

وأضاف أن هناك ضغطًا نفسيًا صحيًا يُحفز الفرد على الإبداع والإنجاز وهناك أيضًا ضغط نفسي مرضي يثبط العزيمة ويعرقل مسار الحياة، ويجعل الفرد غير قادر على التكيف مع الحياة ومتطلباتها مؤكداً أن الحياة لا تخلو من الضغوطات.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف بعنوان “القوى النفسية في مواجهة الأزمات”، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك في يوم الأربعاء 14 اكتوبر 2020، عبر منصة “زووم” الافتراضية.

وتطرق بالحديث عن قصة الأميرة ديانا ليستنبط منها مفهوم الأزمة فهي نمط معين من المشكلات أو المواقف التي يتعرض لها الفرد أو الأسرة أو الجماعة ويفقد الثقة وتظهر عليه أعراض سلبية وإثارة المشكلات.

وتكلم عن نموذج كيوبلر روس أو ما يعرف بـ(مراحل الحزن الخمسة) وهو نموذج يتضمن خمس مراحل تصف الطريقة التي يتعامل بها الأفراد مع الحزن الكارثي مثل الموت أو الفراق وغيرها من المصائب. قدمته الطبيبة النفسية (إليزابيث كيوبلر روس) لأول مرة والذي يتكون من مرحلة الإنكار، والغضب، والمساومة، والاكتئاب والتقبل.

وقال “مريط”: “ينشأ الضغط من عملية التقييم مؤذي أو مهدد أو مصدر تحدٍ، فإذا كانت إمكانياته تفوق المطلوب فالتعامل مع الحدث أمر بسيط، وإذا أدرك أن إمكانياته كافية في التعامل مع الحدث لكن سوف يتطلب جهدًا يشعر بقدر متوسط من الضغط، بينما عندما يدرك أن إمكانياته سوف تكون أقل من المطلوب سوف ينشأ الضغط ويواجهه”.

وأشار إلى أن الطبيب الكندي “هانز سيلي” مؤسس معهد الطب التجريبي وأول من قدم للمجال الطبي مصطلح “الضغط النفسي”، مفسرًا الضغط النفسي فسيولوجيًا بمراحل الدفاع ضد الضغط أو مراحل التكيف العامة والتي تتكون من مرحلة التنبؤ والمقاومة والإجهاد.

وتناول مسببات الحدث الضاغط من ضجيج والاكتظاظ والعلاقة الاجتماعية السيئة، إضافةً إلى أنه يحدث عند الخضوع لمقابلات عدة من أجل البحث عن العمل أو تغييره، منوهاً بمصادر الضغوط والتي قد تكون ذاتية، وبيئية، أو اجتماعية.

وأوضح أن الضغوط المزمنة من أنواع الضغوط التي تتسم بالخطورة حيث تسبب أضرارًا لصحة الإنسان وتمزق حياته وتفصل بين ذهنه وجسده وروحه، وتظهر هذه النوعية من الضغوط عندما يتعرض الإنسان لمثيرات من الضغوط لفترات طويلة من الزمن مثل الزواج غير السعيد، وضغوط الفقر، والمرض المزمن، أو صراعات العلاقات على جميع مستوياتها وأنواعها، إضافًةً إلى الضغوط قصيرة المدى أو اليومية أو طويلة المدى أو غير المعتادة وغير المألوفة.

وتحدث “آل مريط” عن تأثير الضغوط على الإنسان من تأثيرات نفسية وعلى الجسد وسلوكية، موضحاً الطرق الخاطئة في التعامل مع الضغوط النفسية التي يلجأ لها البعض كالتدخين وقيادة السيارة بسرعة وتعاطي المخدرات والعنف والأكل الكثير.

واختتم اللقاء بتوضيح كيفية التعامل مع الضغوط بإيجابية من إدارة الوقت وتنظيمه وذكر الله والدعاء وممارسة التمارين الرياضية والاسترخاء وكذلك تجنب إلقاء اللوم على الذات مع تعلم مهارات الاتصال الفعّال.


error: المحتوي محمي