عام يمر على رحيلك وتبقى ساكنًا بالقلب أبا شعب

منذ أن عرفتك وأنا أستشرف قيمة الصداقة ومعنى الأخوة والإخلاص، فكنتَ منبعاً للرأي والمشورة والنصح ببراعة المتقن لفنه والعارف بعمله والخبير بما حوله، عاقلاً حصيفاً فاهماً خبيراً تقرأ العقول القريبة والبعيدة وتميز بين النيات والعزائم والصافي والغائم والصديق والعدو.

لم تبخل بعطاء، فأعطيت وأجزلت وبذلت كل ما تكنه خبرتك في الإنجاز مخلصاً نظيفاً لمن أمنك عمله واعتمد على ضميرك الحي، فأجدت الحديث وأخلصت العمل في دقة ونجاح.

ويا لقصر تلك اللحظات الجميلة حينما نسامرك وتسامرنا، تفرج همنا بعد عناء وتعب، وتريح نفوسنا ببسمتك الجميلة ونفسيتك المنبسطة، فتغشانا السعادة في تلك اللحظات السريعة مع صدق الأصدقاء ومحبة الإخوة.

رحلت عنا دون رسالة من سلام أو سلام بتوديع أو كلمة وداع، وكنا ننتظر سمرك وحديثك لعلنا نحظى بوقت نسعد فيه بلقائك ونستعيد الأيام الجميلة، لكنها الحياة التي انتهت في آخر لحظات قوتك فرحلت وفي القلب لوعة وفي العين أسى وفي النفس حزن لرحيلك العاجل، وما عسانا أن نصنع وقد حان لقاؤك بربك ودنا أجلك فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ستبقى أيها العزيز بقلوب محبيك وإن طال الزمن وتناثرت لحظات الحياة، فمثلك يبقى رغم تعاقب الأيام والسنون وتصرمها.

يتجدد العزاء برحيل هذا الصديق العزيز وأتوجه إلى الباري أن يجعله في أعلى عليين مع النبي وآله الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين، وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان، فالمرحوم المهندس عبد الله شعب الإبراهيم كان مثالاً للأخلاق العالية والنفس الصافية والعقلية الذكية الواعية، فقد خسرنا رجلاً شهماً.

ورد عنه صلى الله عليه وآله: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا عن ثلاث: ولد صالح يدعو له، وعلم ينتفع به، وصدقة جارية”، وبحمد الله فقد ذكرك أحباؤك وأصدقاؤك فأكثروا الدعاء والمغفرة وقراءة القرآن لروحك الطاهرة.

دعاؤنا له بالمغفرة والرضوان ويلحقه بمن والاه محمد وآله الطاهرين، كما أرجو أن تكون ذكراه خالدة بقلوب ذويه دعاءً وعملاً خيرياً وصدقات يهدون ثوابها إلى روحه الطاهرة، فقد بذل كل طاقته لعزكم فلا تنسوه من خالص الدعاء بالمغفرة والرحمة.

يرحمك الله أبا شعب.


error: المحتوي محمي