ذكرت الاختصاصية النفسية ورئيسة منطقة 23 ت. م فاطمة السعيد، أن المحيط السلبي والفراغ والتضخيم وضعف الثقة بالنفس والانتقادات من أهم الأسباب التي تؤدي للتفكير السلبي، مشيرةً إلى طرق التخلص من الأفكار السلبية واستخدام القدرة العقلية للتأثير على الحياة العامة بطريقة تساعد على بلوغ الأهداف.
وأوضحت “السعيد” أن العمل التطوعي يسعى لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد، فالتطوع ثقافة ووعي يساهم في تكاتف المجتمع ويبعث السعادة ومزيدًا من الحب، ويوجه أوقات الفراغ واستغلالها بما يعود بالفائدة، مؤكدةً أن المتطوعين أكثر إيجابية.
وعرفت الشخصية بأنها مجموعة من الخصال والطباع المتنوعة التي توجد في كيان الشخص باستمرار وتميز الفرد عن غيره، وكذلك تنعكس على تفاعله مع البيئة المحيطة به من أشخاص ومواقف، مشيرةً إلى مكونات الشخصية من انفعالية، وعقلية، واجتماعية، وجسمية.
ودعت “السعيد” إلى أخذ الأمور بشكل مفيد عند مواجهة المشاكل، والبحث عن طرق الحل بدلًا من السلبية للنظر إلى المغزى والدرس وطرق التعلم والاستفادة وإفادة الآخرين، فالشخص الإيجابي يكون قادرًا على تحقيق أهدافه وتحديد ما يريده ووضع خطة ينفذها ويعمل بها وله قدرة على التحدي والتغلب على المشكلات.
وتابعت: “الثقة بالنفس ورفض الضغوط التي يتعرض لها الشخص والإرادة القوية تجعل الفرد يمتلك حافزًا دائمًا على العمل والإنتاج، ويكون شخصًا محبوبًا يؤثر في الآخرين”.
وقارنت “السعيد” بين الشخصية الإيجابية والسلبية، حيث يفكر الإيجابي في حل المشكلة والخروج من المأزق، بخلاف السلبي الذي يفكر فقط في المشكلة ومتاعبها وآثارها.
وقالت إن الشخص الإيجابي مصنع للأفكار والابتكار وكل ما هو جديد ولا يشعر بالملل، ويتمتع بسعادة وراحة دائمًا، حيث لا يسمح هذا الشخص بأي ظروف سلبية تؤثر على سعادته في الحياة، ولا سيما للأحزان، بأن تستمر طويلًا، بل يتغلب عليها بسرعة ويتعامل مع المواقف المختلفة في الحياة بمرونة وقدرة على التكيف.
وتناولت الأنماط الثمانية المحددة للتفكير ومنها؛ الترشيح، والتعميم الزائد، وتهميش الإيجابيات، والشخصنة، والتفكير المتطرف، وقراءة الأفكار، والتضخيم، والقواعد الإلزامية، لافتةً إلى أن تغيير الأفكار يغير الواقع، والمشاكل والمعاناة توجد فقط في الإدراك ولن تتركك المشكلة في المكان الذي وجدتك فيه.
ونوهت إلى أن “الشخصنة” هي أن تعزو سبب حدوث الأشياء السلبية إليك دون النظر إلى باقي الأشخاص، وكذلك الحكم على الأشياء مبني على الحالة المزاجية، مشيرة إلى أن التفكير المنطقي والإبداعي والاستراتيجي والبديهي والعاطفي جميعها إيجابية إذا كانت متوازنة.
وأضافت: “تحمل المسؤولية كاملة وتغيير المعتقدات السلبية وكتابة الأشياء التي تشعرك بالامتنان، إضافةً إلى الكف عن التذمر، تجعل الشخص أكثر إيجابية ونجاحًا”.
جاء ذلك في اللقاء الذي نظمه مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة القطيف، بعنوان “الشخصية الإيجابية”، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك يوم الاثنين 12 أكتوبر 2020 م، عبر منصة “زووم”.