أظهرت دراسة بسيطة، كشف عن نتائجها المدرب الدكتور حسين الربيعة أن هناك ما يقارب 83% من الأشخاص تعرضوا للتعسف الوظيفي.
وأوضح الربيعة أن التعسف الوظيفي يعد مُعاناة خلف أسوار المؤسسات والشركات الكبرى والمشاريع الصغيرة حيث يعاني منها كثير من الموظفين والموظفات نتيجة تعسف وقسوة أو عدم كفاءة بعض المدراء ويصبحون بذلك ضحايا.
وشدد على ضرورة معرفة الموظف حقوقه وواجباته والقيام بالمهام الوظيفية، منوهاً بأنه قد يقع الموظف في التعسف الوظيفي حينما يختل الوصف الوظيفي نتيجة للتعيين الخاطئ.
وقال: “بعض الذين يعملون في إدارة الموارد البشرية يجهلون بعض الأمور فهي إدارة تختص بجميع ما يتعلق بالموظف منذ تعيينه في المؤسسة إلى تقاعده أو تمتد إلى ما بعد ذلك، ومعرفة الموظف حقوقه بالحصول على بيئة محفزة والتطوير والعلاج والأجور المناسبة”، مشدداً على أهمية احترام المدراء وعدم إظهار الموظف أنه أكثر فهماً من المدير.
وأشار إلى أن الإدارة تحتاج إلى القيادة الموقفية فمن يحتاج إلى تدريب أو تحفيز يوجه لذلك، والبعض لا يحتاج لذلك إنما يكون بحاجة إلى التفويض، متناولاً أنواع القيادة من مميزات وسلبيات.
وتحدث عن مواصفات المدير الذي يرأس موظفيه ويسعى جاهداً للارتقاء بالموظفين وتطويرهم وإتقان العمل وأن يمتلك مهارات إدارية، ومهارات إنسانية والإلمام بالمهارات الحياتية وكيفية التعامل مع الضغوط، مؤكدًا أن من لا يستطيع إدارة ذاته لا يمكنه إدارة الآخرين، فالمدير قد يكون محفزًا أو مثبطًا للموظفين.
وذكر “الربيعة” أنه عند اختلاط الجانب الشخصي بالجوانب الرسمية يقع التعسف الوظيفي، مؤكداً أن المطالبة بالحق مهمة ولكن يجب أن تكون بأسلوب يتسم بالذكاء والفطنة والحنكة، فالمدير هو رئيس ومرؤوس ومطلوب منه أهداف يحققها مع موظفيه ويقع تحت ضغط وظروف قاسية قد يصب أثرها على الموظفين.
وبيّن أن هناك قنوات لا يُحبب تجاوزها، عند وقوع مشكلة بين المدير والموظف؛ فإن صدر من الموظف تقصير يجب أن يوجهه المدير ويصحح أخطاءه ويكون معه ليتطور أكثر، ويجب على الموظف أن يحاور مديره بأسلوب هادئ ونقاش سلس ويسأله عن سبب تعسفه.
وتابع: “إن لم تُجد هذه الخطوة وتُحل فعلى الموظف أن يذهب لمن هو أعلى من مديره ويكون مُلمًا بالهيكل التنظيمي الوظيفي ولا يتخطاه”، لافتاً إلى أن اللجنة الابتدائية في مكتب العمل عند اللجوء لها وتقديم شكوى تؤخذ بشكل سري دون علم المدير إن أراد ذلك، وبعدها تُرفع إلى لجنة أعلى وتحضير الطرفين، محذراً الموظف من شتم مديره ورفع الأصوات مهما كانت حدة الخلاف، داعيًا إلى الاحترام المتبادل بين الطرفين.
وأوضح “الربيعة” أن عدم وجود معايير واضحة تقوم على أساس نزيه وعادل عند تقويم الأداء الوظيفي يجعل الموظفين يشعرون بالتعسف الوظيفي مما يُقلل من أدائهم الوظيفي وتطورهم.
وواصل: “بعض القرارات لا تحتاج إلى المشاورة، إنما تحتاج إلى قرار سريع للسيطرة على الموقف، وقرارات يشارك فيها المدير موظفيه”.
واختتم اللقاء قائلاً: “النجاح في الإدارة أن يعرف المدير كيف يوفر بيئة مليئة بالطاقة الإيجابية لزيادة إنتاجية الموظفين وعدم التعسف الوظيفي وهذا المفتاح وراء النجاحات الكبيرة للمنشأة”.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي قدّمه هاني المعاتيق تحت عنوان “التعسف الوظيفي.. انتقام – مرض – غطرسة – تمييز.. أم جهل بالحقوق والواجبات”، وذلك يوم الأحد 11 أكتوبر 2020 عبر البث المباشر على منصة الإنستجرام.
فيديو: