أكدت المدربة ريم محمد عجاج أن كثيرًا من الناس قد تنقصهم اللباقة والذوق في المواقف والتفاصيل بالتعامل مع الشخص الكفيف مهما كان مستوى الرؤية لديه، لافتةً إلى أن الكفيف مثله مثل أي شخص آخر لا يختلف عنا ولكن هناك قواعد أساسية يجب مراعاتها في طريقة تعاملنا معه، ومن هنا تأتي أهمية فن التعامل مع هؤلاء المكفوفين ومعرفة الأخطاء الشائعة أثناء التعامل معهم.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظّمته اللجنة الصحية بصندوق الزواج الخيري بصفوى بعنوان “فن التعامل مع الكفيف”، ضمن سلسلة من المحاضرات، وذلك يوم السبت 10 أكتوبر 2020، عبر منصة زوم الافتراضية، وحاورتها خلاله اختصاصية البصريات وردة الصفواني.
وقالت عجاج: “يجب على جميع فئات المجتمع أن تتقن فن التعامل مع الكفيف لتحقيق بيئة مجتمعية تتناسب مع احتياجاته ولكسر حاجز التردد بالتعامل معه، إضافةً إلى تجنب الإحراج الذي يتعرض له الشخص المبصر والكفيف”.
واستعرضت “عجاج” فيديو توضيحي يتناول أهم الأخطاء التي يتعرض لها الأشخاص المبصرون عند رؤيتهم لكفيف، مشيرة إلى ضرورة سؤال الكفيف عما إذا كان يحتاج إلى المساعدة قبل تقديمها، وعدم التعامل معه على أساس الشفقة لأن ذلك يترك شعوراً سيئاً لديه ويشعره بالنقص.
وتابعت: “عند مقابلة كفيف ومعه مرافق مبصر يُريد شيئاً فلا توجه الأسئلة وتُخاطب المرافق المبصر بما يريده الكفيف، إنما خاطبه فهو يستطيع التحدث عن نفسه والتعبير عما يريد”.
وحذرت “عجاج ” من الضرب على كتف “الكفيف”، فالضرب حركة غير لبقة تسبب للكفيف الانزعاج والضيق، إضافةَ إلى عدم سحبه بشكل عشوائي دون توضيح سبب ذلك.
وواصلت: “عندما نتحدث مع الكفيف ننظر إلى وجهه ويجب مناداته باسمه حتى يعرف أن الحديث موجه إليه وعدم رفع الصوت عالياً عند الكلام معه، وكذلك عند تقديم الطعام له علينا أن نذكر له ما هو الطعام ومكوناته وموقعه على الطاولة”.
وتطرقت “عجاج ” إلى الوسائل التي يستخدمها الكفيف ومنها: العصا البيضاء وتطبيق الوصول الشامل الذي يهدف إلى مسار تتبعي وأيضاً الوسائل التنبيهية والمسارات المخصصة ليستطيع الكفيف التحرك بكل أريحية وسهولة تامة دون الحاجة للآخرين، مشيرةً إلى أن المساعدة من قبل البعض للمكفوف قد تكون خطرة بسبب عدم التأهيل بكيفية التعامل مع هذه الفئة.
وذكرت عجاج أنها قدمت اقتراحاً لوزارة التعليم بأن تُضاف مادة للمناهج الدراسية تحتوي على فن التعامل مع الكفيف، ويعزو لنشر ثقافة الوعي وتعليم الطفل ثقافة وجود الاختلاف بين البشر ليتعلم فن التعامل مع الكفيف منذ الصغر.
ووجهت باقة من الشكر والتقدير لوالديها وأسرتها التي ساعدتها في الانطلاق للحياة والانخراط بالمجتمع وتحقيق النجاح دون تردد.