العناوين الساخرة للمقال أحيانًا تكون من الفن البديع ليس من السذاجة للكاتب كما يعتقد البعض، المقال الساخر يحمل هوية الموهبة والفن للكاتب ومن عناويني الساخرة ابتداء من “أكل الضفدع إلى… “عبسي ونامق” حيث وضعت لها تطريزًا مخلوطًا من الطرافة والتساؤلات ونقاش أحوال المجتمع والمتابع تصحبه دهشة عند قراءة عنوان المقال الساخر ويتشجع في أكل المقال كأنها وجبة سلطة فواكه.
لست من الأشخاص الذين يعارضون المشاريع الصغيرة، فلها مردود إيجابي على تحريك عجلة النمو الاقتصادي، بينما كنت أمارس رياضة المشي، قلت في نفسي سوف أجرب الشاي الأحمر من عربة “الفود ترك”، هذه المرة الأولى التي أطلب فيها الشاي من عربات الفود ترك المنتشرة على الكورنيش، توجهت إلى العربة فكان فيها سيدتان تباشران العمل، فقلت لإحداهما: هل يوجد شاي أحمر؟ بكم سعر الشاي؟ فقالت نعم.. السعر عشرة ريالات! فما كان من رجلي إلا أن تنسحب إلى الوراء للمغادرة بعد معرفة السعر، بعدها صاحبة العربة حاولت استخدام لغة “شد كم القميص” حتى أرغب في الشراء، فتقول: الشاي من أجود الأنواع وطريقة الإعداد مثالية والشاي عندنا الأفضل.
فقلت في نفسي هل من يقدم الخدمة من مشاهير هوليوود؟ حتى يكون السعر عشرة أضعاف في المنطقة الجغرافية التي نحن نسكنها، سعر الشاي ريال واحد في المنطقة! بعض عربات الفود ترك يستغلون تعاطف الناس معهم ويبالغون في رفع الأسعار إلى حد كأنك تطلب الشاي من برج خليفة في دبي أو من يقدم لك الخدمة من مشاهير سناب شات.
ربما الأسباب تعود إلى بعض الأشخاص ممن يريدون التباهي والتصوير “سناب” يفتخر؛ اشتريت من الفود ترك وبعد ذلك لا يشرب الشاي ولا يتذوق الحلا فقط للتباهي، أو ربما إقبال الأشخاص على العربات في الأسعار المبالغة ويستمرون في الشراء دون اهتمام.
بعض المناطق في الوطن العربات المتنقلة سعرها معقول شاي على الجمر بثلاثة ريالات ومن يقدم الخدمة من الوطن، ولكن عندنا في القطيف البعض يطبق الأشياء غلط، فهذا التصرف من رفع الأسعار ليس ذكاء ومكسبًا وربحًا إنما غباء في عدم الاستمرار والنجاح على المدى البعيد.
بعدها تبيّن لي السبب من استمرار الإقبال على العربات، ربما السبب يعود إلى مالك العربة الذي يختار البائعة ومن يقدم الخدمة أمثال ثقافة “بوس الواوا” هيفاء وهبي، فحين تتغير ثقافة هيفا وهبي سوف تنزل الأسعار.
بعدها حافظت على هدوئي وذهبت إلى بوفيه قريب جدًا من العربة واشتريت شاي كرك بريال واحد فقط وسلامتكم.