الحمادي يسكب «نصفها في الكأس».. غزل.. رومانسية.. وإنسانية في 103 صفحات

وضع الشاعر والكاتب محمد الحمادي تفسير عنوان ديوانه العاشر “نصفها في الكأس” بين يدي القارئ وذلك بعد قراءته ومعرفة بواطنه التي نظمها بين الشعر والنثر الفصيحين، كتوليفة بعد تراكم مجموعة من التجارب والخبرات الأدبية الشعرية التي تقارب عقدين من الزمن.

جاء ذلك في اللقاء الودي الخاص، الذي حرّك فيه الحمادي المياه الراكدة، بحفل توقيع لديوانه، شارك فيه عدد من الشعراء والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي في المجتمع، مساء الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٢هـ، واقتصر على توقيع الكتاب، وإلقاء بعض القصائد، والتعريف بالحضور.

وتحدث الحمادي خلال اللقاء لـ«القطيف اليوم» عن ديوانه الجديد الذي جاء بعد تسعة دواوين سابقة، حيث كان آخرها في عام ٢٠١٥م، بعد أن لملم ٢٨ قصيدة توزعت بين الشعر العمودي والنثر، والتي تُعد ثمرة كتابته خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فجمعها في ١٠٣ صفحات من القطع الوسط، والصادر ضمن منشورات بسطة حسن بالقطيف.

وبيّن أنه نظّم بين دفتيه مجموعة القصائد الإنسانية ووجدانية في الأرض والإنسان والحب، بأسلوب مبسط، يليق بالذائقة، معتبرًا إخراجه مراهنة على تقديم إنتاج مختلف يتماشى مع الحداثة والأفضل، مع أن فكرته كانت شبه جاهزة ويفترض أن تطبع قبل هذا الوقت.

وأضاف أن القصائد حملت عناوين عدة بدأها بلحظة البدء، ومنها كذلك؛ سيرة حائط، وهاجس من الظل، والقصيدة التي عنون بها الديوان “نصفها في الكأس”، بالإضافة إلى لعنة الطين، وأطراف معصية، وتمتمات الرمل، وعلى ذمة الراوي، وشوق ونافذة، وختمها بقصيدة “النهايات.. وأشياء أخرى”.

وكشف أن فكرة طباعة الديوان أوقدها الكاتب حسن آل حمادة خلال حديث عابر بينهما، طلب منه تقديم عمل كتابي أدبي، ووعده بالعمل على طباعته، وعليه خرج في فترة وجيزة لا تزيد على الشهر مع سهولة التواصل الإلكتروني بين الكاتب والناشر، ومنها أشرف على إعداده وإخراجه آل حمادة إلى أن رأى النور.

وأكد أن هذه التجربة تعني له الشيء الكثير مضيفًا أن مصافحة الكتاب بعد الطبع تعتبر مصدر سعادة له رغم أن هذا الديوان العاشر وجاء بعد سلسلة من التجارب التي بدأت من عام ٢٠٠٢م، بديوان “بقايا من جراح” الذي كان أول تجربة بعد تجربة الدراسة الجامعية، متمنيًا أن ينال إعجاب القراء.

وأجاب بالنفي عن سؤاله؛ هل لديك رغبة في الدخول بالكتاب في المسابقات الشعرية، مرجعًا السبب في ذلك إلى قلة مشاركته وتفاعله معها، بالإضافة إلى أنه يرى أن تقديم عمل للمسابقة يختلف أسلوبه، كونه يُكتب من أجل المسابقة، ويكون محكومًا بالشروط التي تنص عليها المسابقة، منتقدًا بعض الشعراء من وقعوا في فخ الكتابة من أجل المسابقة، وعندما يقدم العمل كعمل أدبي مستقل، وهذا خطأ كبير.

من جانبه، قيّم الشاعر فريد النمر ديوان الحمادي بقوله: “إن ديوان “نصفها في الكأس” يحمل رؤية جديدة لم نعتدها من الشاعر الحمادي الذي برع في قصيدة الغزل والرومانسية حيث أخذنا الشاعر لمحاكاة شعرية استنطاقية جديدة، للأشياء المادية والحسية في تصوير لغوي فاره وفارع في بعض جوانبه، وحزين وجريح في جوانب أخرى، مرتكزًا في هذه التجربة على علاقة الشعر والإنسان والموجودات التي تملأ حياة الإنسان بتعليقاتها الوجدانية والذاتية، ومع كل ذلك كان لابد من الحب وانتصاراته النصية في نهاياته الآخذة بالجمال والمعنى”.


error: المحتوي محمي