جزيرة تاروت واجهة حضارية

التغير الجغرافي الذي طال جزيرة تاروت لم يكن متوقعاً أن يتم بهذه الطريقة، حيث تراجع المشروع الجمالي للجزيرة وتدمرت الكثير من الموارد الطبيعية فيها! وعلى رأسها جفاف نبع الماء من عين العودة وحمام تاروت وانهيار كل الأراضي الزراعية بعدهما، وتحولت الجزيرة إلى رقعة أرض صحراوية خالية من المزارع وأشجار النخيل وغيرها، وذلك بسبب عدة ظروف بينها التمدد العمراني على حساب الرقعة الخضراء.

الحنين إلى الماضي في بلدتي جزيرة تاروت وذكرياته له نكهة خاصة وشعور جميل عند استرجاعه من شريط الذكريات، وتلك اللحظات والصور التي نثرها الزمن وهي ما زالت محفورة في وجداننا، فتارة نبتسم لجمال وروعة العرض، وتارة نبكي بصمت على زوال تلك اللحظات والبقاء على أمل اللقاء بعد حين، وإن الماضي لنتذكره وليس لنعيش فيه إلى الأبد لأنه انتهى.

بلدية محافظة القطيف ممثلة في بلدية تاروت أعلنت يوم الثلاثاء 19 صفر 1442هـ، عن إصدار التراخيص المبدئية لإنشاء عدد من الفنادق والمجمعات التجارية، وذكرت البلدية عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل أنها رخصت مبدئياً لـ5 فنادق بطاقة استيعابية تصل إلى 240 غرفة فندقية، كما تضمنت مجمعين تجاريين ومطاعم ومقاهي مطلة على البحر بجزيرة تاروت دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى.

جميل أن يكون في جزيرة تاروت مجموعة من الفنادق والمقاهي والمجمعات التجارية وغيرها من المشاريع التي سوف ترخص لها البلدية، وهذه لا شك سوف تجعل الجزيرة واجهة سياحية اقتصادية وسوف تفتح وظائف فيها للتقليل من عدد العاطلين عن العمل من الجنسين في جزيرة تاروت.

عادةً ما يكون جمال الطريق لمدخل المدينة هو عنوان لجمالها ونظافتها، ولهذا تعطي البلديات أهمية خاصة لمداخل المدن في التنظيم والنظافة وغيرها، وعندما تسافر وتحط الرحال إلى أيٍ من دول العالم الفقيرة منها أو الغنية فإن أول ما يلفت انتباهك فيها هو الشوارع المنظمة والنظيفة والمباني الجميلة الممتدة على جانبي الطريق وغيرها، وهذا يجعلنا نتذكر مداخل مدننا وقرانا التي تفتقد لذلك التنظيم والجمال والنظافة.

وفِي الختام، شكراً لرئيس بلدية محافظة القطيف والشكر موصول لرئيس بلدية تاروت، ولكي تكون جزيرة تاروت واجهة سياحية فهي تحتاج لتحسين شوارعها الرئيسية والداخلية وكذلك المواقع التاريخية والأثرية فيها، وتحسين السواحل المحيطة بها، والأهم من ذلك هو الإسراع في إنقاذ القلعة التاريخية التي تعرت وتشققت بعض جدرانها وأصبحت قابلة للانهيار في أي وقت، وترميم ما تبقى من البيوت الأثرية في المنطقة القديمة “الديرة” التي تساوى بعضها مع الأرض! قبل فوات الأوان.


error: المحتوي محمي