بيّن الباحث التاريخي سلمان آل رامس أن جزيرة تاروت اعتبرت في فترة من الفترات مركزاً مهماً في مملكة ديلمون حيث عدت من أهم المراكز الحضارية الموجودة في الخليج العربي واتصالها ببلاد الرافدين أقدم من اتصال البحرين بالرافدين ولها أهميتها على الساحل الشرقي كما أن لها دوراً بارزاً في العلاقات التجارية الجارية مع الحضارات المجاورة وخصوصاً في بلاد الرافدين.
وأوضح أن الكثير من القطع التي وجدت في جزيرة تاروت تعطي صورة واضحة عن الدور التجاري الكبير لهذه الجزيرة على مستوى المنطقة والعلاقات التجارية.
جاء ذلك عندما وضع الباحث التاريخي سلمان آل رامس جزيرة تاروت تحت المجهر أثناء استضافته في منتدى الثلاثاء الثقافي للحديث حول “جزيرة تاروت في عيون علماء التاريخ والآثار” حيث بيّن أهميتها الاقتصادية في مملكة “ديلمون” ودلالة المتروكات الأثرية في الجزيرة.
وأشار إلى أن مجموعة الأواني المصنوعة من المرمر والحجر الصابوني التي وجدت في تاروت قد وجدت في أماكن متفرقة من العراق وسوريا وفلسطين وجنوب إيران وهذا يدل على أن هذه السلع كما يرجّح الكثير من الباحثين أن جزيرة تاروت ليست فقط جزيرة للاستيراد والتصدير وإنما شاركت مشاركة فعالة في إنتاج هذه القطع الأثرية.
وقال إن الباحثين يرون أنها منتجة وموزع للسلع، والنقوش التي تظهر على الفخاريات الأثرية تدل على الحجم التجاري ما بين تاروت والمناطق المحيطة بها، كما أنها تنم عن ذوق رفيع ومستوى عال من الحضارة وثراء المكان حيث إن البضائع مصنوعه بشكل متقن.
ولفت إلى أن الباحثين قد وجدوا ٣٠٠ نموذج من الكؤوس وقد تفردت بها جزيرة تاروت حيث إنهم لم يجدوا مثل هذه القطع في أي مكان آخر وهذا مما يميز الجزيرة.
وبيّن أن اسم “تاروت” ذكر في ثلاثة مصادر يونانية وذكر اسم الجزيرة في المصادر اليونانية مهم باعتبار قدامة الجغرافية اليونانية أما المصادر العربية فهي القريبة ولا يعتريها لبس أما المصادر التي أسقطت اسم تاروت فهذا تقصير منها.
وأكد الرامس على مركزية جزيرة تاروت في مملكة “ديلمون” في ذلك الوقت مستلهماً ذلك من تاريخ ابن لعبون حين تكلم عن القرامطة وسقوطهم ومجيء العيونيين وقال في ذلك: “وكان قاضي بلاد تاروت في جيش عظيم” مبيناً من هذه العبارة الصريحة دلالة مركزية الجزيرة واستمرار أهميتها إلى ما يسمى بحروب الردة فكانت هي من المناطق المركزية في الحروب.
وأشار إلى أن بعض الباحثين يرون أن مركزية “ديلمون” انتقلت من تاروت إلى البحرين موضحاً أن الانتقال كان بسبب انخفاض منسوب المياه في الخليج والذي صعّب على السفن التجارية أن ترسو في جزيرة تاروت ولهذا انتقل الثقل التجاري ومركز ديلمون من الساحل الشرقي إلى مملكة البحرين فانتقلت المركزية إلى هناك.
من جانبه، بيّن الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي أن هناك ممن يعرفهم ويحمل درجة الماجستير والدكتوراه لايزالون في دراسات عن آثار جزيرة تاروت من جميع الجوانب حتى الغطاء الأخضر والجانب العمراني والأثري والتنقيب، لافتاً إلى أن هذه الدراسات لم تأت من فراغ بل دليل على كثرة وجود البحوث القديمة.