رحل شيخ النواخذة.. الحاج سعيد آل سليس

برحيل الوجيه رجل الأعمال النوخذة سعيد مهدي آل سليس إلى الرفيق الأعلى يكون آخر الرعيل الأول في مفرش سوق السمك بمحافظة القطيف حيث رحل من قبله النوخذة الحاج حسن اكفير أبو علي وبعده رحل النوخذة الحاج عباس خزعل أبو خالد (غفر الله لهم  وحشرهم الله مع محمد وآل محمد).

المرحوم سعيد آل سليس عشت معه سنوات كانت جميلة وحافلة بالمنافسة الشريفة بين النواخدة خصوصاً وقت المفرش في حالة البيع والذي يستمر العمل فيه ليلاً من الساعة العاشرة إلى أذان الفجر، وكنت أحظى بعلاقة طيبة مع الجميع علماً بأنه لم يمض زمن على بداية الالتحاق بالعمل مع مؤسسة سعيد آل سليس عام 1407هـ، حين الالتحاق بهذه المؤسسة المباركة والعمل معهم كنت أعتقد أنها فترة لن تدوم طويلاً وإذا بالأيام والشهور والسنوات تمضي عشرون عاماً من العمل الدؤوب والمتواصل مع الشعور أنك تعمل مع أسرة تحت مظلة اسمها مؤسسة سعيد سليس يكتنفهم الحب والتعاون ولا تشعر بالفوارق بين رئيس ومرؤوس إلا بالاسم فقط، فالجميع يعرف دوره وعمله الموكل له لهذا السبب ولغيره يشعر الموظف أنه يذوب في إتقان عمله.

كيف لا وأنت تتعامل مع شخصية شيخ النواخذه أبو عبدالله سعيد سليس الذي يحمل من الأخلاق العظيمة في حسن تعامله وتواضعه ودعمه المادي والمعنوي اللامحدود خصوصاً للموظفين والموردين للأسماك وكذلك المشترين.

إنّا لله وإنّا اليه راجعون
يعجز اللسان ويحار الفكر والبيان لذكر مآثر المرحوم سعيد مهدي ال سليس وللإيجاز وما هو معلوم عندي سأذكر بعض النقاط التي وقفت عليها بحكم وضعي الوظيفي وعلاقتي المباشرة بالمرحوم كنت أجتمع معه مرتين أسبوعياً لنتدارس شؤون المؤسسة ووضع الخطط وتنفيذها.

ومن خلال هذه السطور أحاول أن أبين الجانب الأخلاقي والاجتماعي للنوخذة أبوعبدالله ال سليس

• يعتبر المرحوم عبدالواحد اسليس (أبو زكي) أمين السر للمرحوم الحاج سعيد ال سليس حيث هو المعني بنقل وتوصيل المال والمواد للفقراء والمحتاجين دون أن يعرف أحد من المؤسسة عن هذه المسالة الخاصة بين المرحومين ولولا أنني سألت عبد الواحد سليس حين علمت بهذا الموضوع وأعتبرها صدقة السر!

• في أحد اجتماعاتي مع المرحوم أبو عبدالله قلت له إن والدك هو من أنشأ وأوقف حسينية سليس إذا أنت ماذا صنعت بعدما منّ الله عليك بالخير، قال يا أبا مصطفى (على يدك هنا كانت الحيرة تأخذني كيف يكون على يدي؟ أجابني دون أن أتحدث وهو يقول أتمنى ذلك وبدأ يشرح أمنيته برغبته في إعادة بناء الحسينية بشرط أن تكون المساحة أكبر مما هي عليه ويقصد أبو عبدالله شراء بعض البيوت المجاورة للحسينية.

فعلاً سعيت بمساعدة بعض من يعملون في مفرش السوق ويطلق عليهم الوزانة وعلى سبيل الذكر وليس الحصر هم السيد صالح أبو زكي وأبو رشدي المغرور وغيرهم.

وفي سعينا لم نوفق في إقناع الجميع بالبيع علما بأنه كان هناك عرض مغري في تعويضهم باستلام منزل آخر في نفس المنطقة ويكون مبني حديثاً وممن وفقنا معه وتم شراء بيت الحاج حسن آل سليس أبو رضا بعد أن عرف الغرض من الشراء وبحمد الله وتوفيقه تم البناء في شكلها الحالي.

• في حدث آخر وقفت عليه.. حضر في أحد الأيام أبو عبدالله عندنا في قسم العقار التابع للمؤسسة وأثناء جلوسه رأى خارطة مسجد الفتح بالكويكب فقال هذا مخطط المسجد الذي في الكويكب؟ قلت نعم، سأل ما هو المشروع المطلوب له؟ أخبرته أننا نسعى لإعادة البناء والرخصة جاهزة لذلك ونصف التكلفة جاهزة فكانت إجابته المباشرة ودون تردد أنا أدفع لكم باقي التكلفة وهذا بيني وبين ربي ليس هناك الكثير وهو يجيب عن تساؤلي حين قلت له كثير رحمك الله أيها الرجل الكريم

• لضيق العيش وللمستوى الحياتي هناك من هم محتاجون لمد يد العون لهم فكان هناك ممن يحضر إلى المؤسسة ويطلب من أبوعبدالله المساعدة فلا يتردد بإعطائه مبالغ كثيرة وهو لا ينظر في وجه السائل هذا الخلق المحمدي الرفيع لكي لا يشعر السائل بذل السؤال. فطالما رأيت هذا الموقف يتكرر أمامي من هذا الباب اقترحت عليه تخصيص مبلغ سنوي للجمعيات مع بداية كل عام منعاً للحرج مع المحتاجين، بارك الفكرة واعتمدت بصرف شيكات لكل جمعيات محافظة القطيف علماً بأن المحتاجين لم ينقطعوا عن الطلب وهو يستمر في العطاء لعلمه أن وضع الناس ومسؤولية الجمعيات كثيرة وثقيلة وكل يأخذ ما قسمه الله له ويعقب بقول فيه من الكرم والخلق النبيل لولا أنه محتاج لما بذل ما وجه.

رحمك الله أيها الرجل الكريم بما تحمل الكلمة من معنى
فقدناك يا أبا عبدالله
غفر الله لك وحشرك الله مع محمد وآل محمد عليهم السلام.


error: المحتوي محمي