قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًۢا بِجَهَٰلَةٍۢ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَٰدِمِينَ}.
سابدأُ حديثي عن ظاهرةٍ منتشرةٍ للأسف كثيراً في مجتمعنا وهي الاتهام الزور. وهو اتهام الشخص جزافاً ودون دليل. والحكمُ عليه دون مواجهته أو سماعِ أقواله. لمجرد أن فلاناً اتهمه بتهمةٍ باطلةٍ أو نسب إليه قولاً باطلاً. فننجرُ وراء هذا الاتهام دون تمحيص ولا تدقيق. ونحكمُ عليه بما تمليه علينا أهواؤنا.
المتعارفُ عليه عالمياً أن المتهمَ أو حتى المتلبسَ بالجرمِ لا بدَ أن تُسمعَ أقوالُه. ويوكلَ له محامٍ ليثبتَ براءته. فما بالكم بشخصٍ بريءٍ ولكن حُكمَ عليه بالذنبِ. قال تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} كيف سمحنا لأنفسنا باتهامِه دون دليلٍ ملموسٍ. ليس هذا فقط. بل أصدرنا عليه حكماً وهو أنه إنسانٌ غير جيد ويجب أخذ الحذر منه ومقاطعته بل وتحذير الآخرين منه لمجرد شكوك في نفوسنا وتصديقاً لكلامِ الآخرين. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}.
ما الذي يضرنا عندما نواجُه ونعاتبُ. ونكتشفُ الحقيقةَ؟! خصوصاً عند معرفتنا أن هذا الشخص جيد ونعلم أنه ليس من طبيعته فعلُ أو قول الخبيثَ. ولكننا للأسف الشديد نصدقُ ما نربدُ تصديقه. لم نفكرْ لحظةً في سمعةِ هذا الشخص. ولا في مستقبلهِ. بل لم نفكر في عقاب رب العالمين. مع أننا مسلمون وديننا يتمثل في كلمتين. الدين المعاملة. بل ونُعد أنفسُنا ملتزمين دينياً وأخلاقياً. يجب أن نضعَ نصب أعيننا أن الحياةَ قصيرةً وكما تدين تدان. ولن ينفعَنا سوى عملنا. قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} فلنتق اللهَ ولا نتبع خطوات الشيطان. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَان} فلنرجع إلى ربنا فهو شديد العقاب ولكنه غفور رحيم. قال تعالى: {اعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.