للموت جلال أيها الراحلون.
اسْتحضرتُ قصيدة ابن الرومي في رِثاءِ ابنهِ محمد، عندما أردتُ أن أكتُبَ هذه اللمسة في أخي وصديقي ومريضي الحاج سعيد أبي محمد، فجادت قريحتي وعلى عجل بِهذين البيتين.
ألا قاتل اللهُ الكورنا وفتكِها
بأنبلِ من عرفت فعلاً وقولاً
ترفق أيها الفيروس فينا
غصّت مقابِرُنا عرضاً وطولاً
لم أكن أعرف أن سعيداً
هو ابن الحاج عبد الله آل إبراهيم إلا بعد حين، ذلِك الرجُل أعني الحاج عبد الله الذي كان مستأجراً دُكاناً في بيت عمي الحاج عيسى القصاب، فلطالما جلستُ معه يُحدثُني عن أحواله، ولطالما أسْتوقفني طويلاً وأنا في عجله من أمري، حتى صِرتُ أعبرُ من أمامهِ خِلسةً حتى لا يراني، هذا قبل ثلاثين عاماً وشائت الأقدار أن أتعرف على فقيدِنا الغالي حيثُ كان ملازماً لأمهِ الرؤوم المرحومه الحاجه أنيسة في زيارتها لعيادتي في القطيف المركزي وما لبِث أن أصبح هو أحدُ مرضاي.
رجلاٌ حدث ولا حرج عنه، وقور مهذب، حسن المعشر، باسمُ الثغر، يسكُن الوِجدان دون استئذان حديثُة وإن كان قليلاً بمِيزان، زهرٌ فوّاح، وشمسٌ مُشرِقة، تُبدد دياجير الظلام،فهنيئاً لأصدِقائه وأهلهِ به.
كانت ثِقتهُ بي كبيرة فانصاعَ لِنُصحي بتكميم المعدة وقد نجحت عمليتهَ أيما نجاح، كنتُ خائفاً عليه إن لم يجر العمليه بمرور السنين.
هاتفني ابنهُ وأخبرني عن حالته فطلبت منهُ أن يأخذهُ إلى المستشفى في الحال ولا أذكر هل أني عرضتُ عليهِ أن يأتي به إلي في المسشفى السُعودي الألماني، لِذا نزل خبر وفاتهِ علّي كالصاعِقة،حيث كانت دائما تأتيني هواجسي بأنهُ لن ينجو منه.
لا أدري يا صديقي بما أُعزي بهِ نفسي فقدك غلّف أنياط قلبي ومسّ شُغافه فقيدُنا الغالي لِماذا رحلت بهذه السرعه وكأنك لم تأت إلى الدُنيا ولم أعرِفُك، آلمني فِراقُك يا سعيد أنت وجيهٌ في الدنيا وسعيد في الآخرِه فهنيئاً لك هذه الليلة في ضيافة الإمام الرؤوف ضامن الجِنان.
أخي سعيد ونحن على أعتاب الأربعين لا ضير عليك ستلحق بركب شُهداء الطف، ستلحقُ بسعيد التميمي، وهم من سيكفونك ضمّة القبر ووحشته.
الدكتور حسن آل شيف أستشاري الباطينة ومناظير الشعب الهوائية بمستشفى السُعودي الألماني