أرجع المرشد الأُسَري شفيق آل سيف الانغلاق العاطفي وسوء المعاملة بين بعض الأزواج، إلى نشأة الشخص في طفولته وتربيته وأسرته، مبينًا أنه حين لا يستطيع أحد الأزواج التعبير عن مشاعره أو تقبِّل مشاعر الآخرين فذلك يقوده للانفصال العاطفي عن شريك الحياة عند أول موقف يعزز لديه حالة الانغلاق على عواطفه.
وأوضح آل سيف أنَّ دور العواطف في حياة الإنسان لا يقف عند الحدود الداخلية فقط، قائلًا: “لا تخلو أي علاقة من العلاقات بين البشر على تنوع أشكالها واختلاف أنماطها من التعلق الوجداني لأنَّ الإنسان لا يستطيع العيش بعيدًا عن الآخرين، فمن هنا يُعتبَر الاهتمام بالمشاعر حجر الأساس في العمل الإنساني وخصوصًا في الأسرة”.
ونصح كل إنسان بأن ينظر إلى عمق نفسه ليعرف هل يشكو نقصًا في عاطفته أم لا، وذكر أنَّ هذا ما ستظهره سلوكيات العلاقة الجيدة مع أهله ومن هم حوله. كما أكد على أهمية البناء العاطفي أولًا في حياة الإنسان وشخصيته وثقافته، حيث من خلاله يسعى وينجز بشكلٍ جيد، مشيرًا إلى أن البُعد والانغلاق قد يكون سببًا لعدم مواصلة الحياة بشكلها الطبيعي فيختل التوازن في الحياة الزوجية وتفقد العاطفة جمالها.
وقال: “يجب التخلص من البيئة السلبية التي نما فيها هذا السلوك غير الجيد، ولابد أن يكون لدى الزوجين الوعي الكافي للتخلص من هذه البيئة السلبية، وأن يبدآ بوضع خطط التغيير التي من خلالها يمكن أن يُصلحا حياتهما، بالقول الحسن والكلمة الطيبة والاحترام المتبادل”.
وتابع: “لكي تظلَّ هذه العلاقة تمتاز بالحيويَّة والفاعليَّة، ولا تصيبها الرّتابة والجمود، وبالتَّالي يُفتَح المجال أمام المشاكل والمواجهات، عليكم بخلق الأجواء المناسبة الَّتي تعيد الدِّفء إلى روح هذه العلاقة فلا تكون النهاية غير محمودة، وتأثيرها سلبي على تربية الأطفال ومستقبلهم”.
وحذَّر الزوجين قائلاً: “لا يكون الاختلاف في بعض جوانب حياتكما سببًا في بناء الحواجز وغلق العاطفة التي ذكرها الله في كتابه العزيز حافزًا ودافعًا للعلاقة بينكما وهي المودة والرحمة، ولا تسمحوا للأفكار والمعتقدات التربوية الخاطئة أن تهدم أسوار حياتكما، وعليكما باستثمار ما بقي من أيامكما حبًا وتقديرًا”.
واختتم بقوله: “إنَّ الزواج شراكة حقيقية بين الرجل والمرأة في كل جوانب الحياة، ولابد من إضافة الجماليات التي تبهج الحياة بينهما وتعيد إليها رونقها، وتجديدها شيء ضروري ومهم حتى لا تتعرض للملل والروتين. أيها الزوجان لا تخجلا من أن تُجددا الرومانسية في حياتكما فهي من الأولويات المهمة ولابد من التغيير في جميع الجوانب منها حتى ولو كان شيئًا بسيطًا فهذا يُساعد على الارتقاء ويبعث على سرور الشريك الآخر. وهذا ما يضمن بمعناه الحقيقي الحب والرغبة عند كل طرف في البقاء مع الطرف الآخر”.
جاء ذلك خلال الأمسية الحوارية التي قدّمها المرشد الأُسَري شفيق آل سيف للمخطوبات والمتزوجات تحت عنوان “بناء العاطفة وتجديد المشاعر”، وذلك يوم الأربعاء 30 سبتمبر 2020م، عبر منصته في برناج زووم.