الحمد لله الذي أكرمنا بدين الإسلام فوحد قلوبنا بمحبته وطاعته وجعلنا أمة واحدة وأعزنا بأن جعل أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم مولوداً مباركاً في الأرض المقدسة مكة المكرمة محل نشأته ومهبط رسالته وانطلاق دعوته، والتي أصبحت قلب العالم الإسلامي وقبلة المسلمين يفدون إليها حجاجاً ضيوفاً للرحمن في بيته الحرام الكعبة الشريفة يقوم على خدمتهم أبناء هذا الوطن بتأسيس قوي ممن كان توحيد هذا الوطن إنجازه الكبير المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود والذي أسس للبلاد كل الأجهزة والوزارات التي تخدمها وبخطواته الثابتة وضع الوطن على طريق التقدم وأصبحت المملكة العربية السعودية والتي تفخر بانتسابها للعائلة المالكة أمانة في أعناق من يتولى أمرها وبتوصيات ورعاية من جميع من تعاقبوا على قيادة البلاد ومن صنعوا فرقاً كبيراً وتغيرات جذرية في جميع جوانب الحياة وبإدارة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وهو من جعل لنا وطناً نجتمع تحت مظلته برؤية متقدمة أنارت الطريق لمواكبة العصر والاستفادة من مظاهر التطور والتكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على عراقة تاريخنا الضارب في القدم وتراثنا الأصيل الذي يحكي حضارة تصل إلى آلاف السنين.
وبظهور رؤية 2030 لصاحبها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وضع قدماً ثابتة على الأرض ومدَّ يده للسماء يعانق السحاب بهمته وطموحه ويتناول نجوم الإنجازات ليضيء بها ظلمة السماء. قد وضع لنا أركاناً رئيسية للرؤية انطلقت عام 2016 في الخامس والعشرين من شهر أبريل والتي سوف نحققها بإذن الله وبهمة حتى القمة في عام 2030 برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وتركز الرؤية البهية على أن الثروة العظمى للبلاد ليست النفط فقط بل تلك النعم التي تفضل بها الله على هذه البلاد كونها قلب العالم العربي والإسلامي وأن تكون مركزاً رئيسياً للأعمال التجارية من حيث موقعها الإستراتيجي كونها ملتقى القارات الثلاث. وحتى تتحقق هذه الرؤية التي ترتكز على ثلاثة أركان نحتاج لتلك الهمم التي تتطلع للقمم حتى تتربع بسيادة إنجازها من خلال الجيل الجديد الذي يحقق أهداف الرؤية وهي مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر وأمة طموحة تحقق أهدافها ضمن التعاليم الإسلامية بأسلوب معتدل يدل على ممارسة وتطبيق الإسلام في حياتنا بالوسطية والاعتدال.
وتهتم الحكومة بقوة البلاد وثرواتها الأساسية بتوفير الفرص للتطوير والمساهمة بتقدم الوطن وتشجيع المواطنين بتحويل هذه الفرص لمشاريع تنموية يقوم المسؤولون عن رعاية المواهب والشباب بالتدريب والتعليم إلى جانب الاستفادة من ثروة البترول الذي كان عصب الاقتصاد الأساسي.
ومن المبادرات التي انطلقت ضمن رؤية 2030 والتي تختص بالتراث وربط الماضي بالحاضر وتشجيع المهتمين بالتراث (مبادرة الأستاذة نورة الرشيد تراثنا 2030) والتي أثبتت فاعليتها وحضورها بالكثير من النشاطات في جميع المناسبات الوطنية حيث أسست صاحبة المبادرة ملتقىً يضم حتى الآن 141 عضوة من جميع مدن المملكة وهن سيدات الأعمال والإعلام والحرفيات وكبار الطهاة والتشكيليات وخبيرات التصميم للمباني التراثية أو تصميم المجوهرات والأزياء الشعبية وعملت بجهودها الحثيثة لتشجيعهم وتسهيل التنسيق بينهن وإثراء أعمالهم تحت مقوم التراث وربطه بالحاضر والاستفادة من مزايا التراث الوطني والموروث الشعبي في إبراز جماليات تلك الحقبة وربطهم بذوي الخبرة للاستفادة من تجاربهم ونقل الصورة لمنجزاتهم عبر الإعلام الرسمي وتعريف الناس بهذه الثروات المدفونة.
وقد كان للملتقى دور بارز في تفعيل اليوم الوطني وتعدد أشكال وألوان الاحتفاء به وإظهار الفخر وقيم الاعتزاز والانتماء لهذا الوطن بجميع وسائل التواصل المرئية والمسموعة وبالتقرير وإظهار حجم الوطنية في الذكرى التسعين لتوحيد البلاد. أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والوفرة والخير وحفظ الله قادة البلاد، ودام عزك يا وطن العز والسلام.