في الطّشت يُلقي بعضَ أحشاءٍ لهُ …

لَهفي لمولانا الزّكيِّ المُؤتمن
عصفت بهِ تلكَ الّلواعِجُ و الفِتَن

و لكم تجرّعَ مِن بني الطُّلقاءِ ما
يُدمي الحشا و يُثيرُ في النّفسِ الشَّجن

قد باءَ بالخُذلانِ مِن أصحابِهِ
و لفيفِ جمعٍ للمطامعِ قد ركَن

قد أسلمُوهُ لخصمِهِ و تقاعسوا
عن أمرِهِ و أصابَ عسكَرَهُ الوهَن

نهبوا هُنالكَ رحلَهُ و تجاسروا
في لَومِهِ و عليهِ قد زادوا المِحَن

قد رامَهُ الجرّاحُ في ساباطِهِ
و بفخذِهِ الطُّهرُ الزّكيُّ قد انطعَن

فغدا يُعالِجُ جُرحَهُ السّاطي و قد
نزَفَ الدِّماءَ لفعلِ أوغادِ الزَّمَن

و بجيشِهِ حَلَّ التّفكُّكُ و اقتضت
تلكَ المشيئةُ أن يُصالِحَ ذَا الإحَن

و عدُوّهُ الغدّارُ دبَّرَ حِيلةً
يقضي بها ظُلماً على الزَّاكي الْحَسَن

أعطى لجعدةَ سُمَّهُ لِتُنِيلَهُ
إيَّاهُ في قدحٍ بهِ ذاكَ الّلبَن

فتجرَّعَ الزَّاكي بيومٍ صائفٍ
سُمَّ الّلئامِ و قد وهى مِنْهُ البدن

في الطّشتِ يُلقي بعضَ أحشاءٍ لَهُ
و دنا الحِمامُ فهيّأ الطُّهرُ الكفن

أوصى وصيّتَهُ و أسلَمَ رُوحَهُ
لمُهيمنٍ و مضى شهيداً مُمتحَن

فبكى الحُسينُ لفقدِهِ و فِراقِهِ
و الدَّمعُ مِن عينِ العقيلةِ قد هتَن


error: المحتوي محمي