لَهفي لمولانا الزّكيِّ المُؤتمن
عصفت بهِ تلكَ الّلواعِجُ و الفِتَن
و لكم تجرّعَ مِن بني الطُّلقاءِ ما
يُدمي الحشا و يُثيرُ في النّفسِ الشَّجن
قد باءَ بالخُذلانِ مِن أصحابِهِ
و لفيفِ جمعٍ للمطامعِ قد ركَن
قد أسلمُوهُ لخصمِهِ و تقاعسوا
عن أمرِهِ و أصابَ عسكَرَهُ الوهَن
نهبوا هُنالكَ رحلَهُ و تجاسروا
في لَومِهِ و عليهِ قد زادوا المِحَن
قد رامَهُ الجرّاحُ في ساباطِهِ
و بفخذِهِ الطُّهرُ الزّكيُّ قد انطعَن
فغدا يُعالِجُ جُرحَهُ السّاطي و قد
نزَفَ الدِّماءَ لفعلِ أوغادِ الزَّمَن
و بجيشِهِ حَلَّ التّفكُّكُ و اقتضت
تلكَ المشيئةُ أن يُصالِحَ ذَا الإحَن
و عدُوّهُ الغدّارُ دبَّرَ حِيلةً
يقضي بها ظُلماً على الزَّاكي الْحَسَن
أعطى لجعدةَ سُمَّهُ لِتُنِيلَهُ
إيَّاهُ في قدحٍ بهِ ذاكَ الّلبَن
فتجرَّعَ الزَّاكي بيومٍ صائفٍ
سُمَّ الّلئامِ و قد وهى مِنْهُ البدن
في الطّشتِ يُلقي بعضَ أحشاءٍ لَهُ
و دنا الحِمامُ فهيّأ الطُّهرُ الكفن
أوصى وصيّتَهُ و أسلَمَ رُوحَهُ
لمُهيمنٍ و مضى شهيداً مُمتحَن
فبكى الحُسينُ لفقدِهِ و فِراقِهِ
و الدَّمعُ مِن عينِ العقيلةِ قد هتَن