مفاهيم خاطئة عن استخدام الدواء

بمناسبة يوم الصيدلي العالمي، والذي يصادف هذا اليوم ٢٥ سبتمبر، يسعدني مشاركتكم بهذا الموضوع المهم والذي هو بعنوان “مفاهيم خاطئة عن استخدام الدواء”.

وذلك عبر المحاور التالية:
1- مفهوم سلامة المريض.
2- تعريف السلامة الدوائية.
3- حقائق وأرقام عن الأخطاء الطبية.
4- عشرة مفاهيم خاطئة عن استخدام الدواء.

الدواء سلاح ذو حدّين، فهو وُجد ليعالج المرض إن تم استخدامه وفق التعليمات التي يوصي بها الطبيب والصيدلي، ولكن مخالفة طرق استخدامه وعدم الالتزام بهذه التعليمات قد تؤدي إلى الخطر الضار بصحة مستخدمه، وبذلك يكون قد ابتعد عن السلامة الدوائية التي نسعى للوصول إليها عند استخدام الدواء.

وقد يعتقد البعض أحياناً أنه يتصرف ضمن حدود السلامة الدوائية إلا أنه لسبب أو لآخر يكون المريض قد عرض نفسه لبعض الآثار السلبية للدواء.

لهذا أولت منظمة الصحة العالمية اهتماماً بالغاً بسلامة المريض وأفردت له يوماً عالمياً يصادف 17 سبتمبر تبرز فيه النشاطات والفعاليات لتسليط الضوء على هذا الموضوع.

ولكن، ما هو مفهوم سلامة المريض؟

سلامة المريض تعني الإجراءات والسياسات الخاصة التي تتخذها المنشآت الصحية لحماية المريض وسلامته من أي ضرر في جميع مراحل تقديم الخدمات الصحية له.

ومن هذه الخدمات صرف الدواء المناسب للمريض ومراجعته من قبل الصيدلي للتأكد من صحة الوصفة العلاجية ومناسبتها للمريض وعدم وجود أي تداخلات دوائية تُعرض المريض للخطر وتوضيح كيفية استخدام الدواء بشكل صحيح وآمن، وكذلك الإشارة إلى الأعراض الجانبية العامة للدواء تحقيقاً للسلامة الدوائية للمريض.

ونعني بالسلامة الدوائية بالنسبة للمريض: تناول الدواء (الأدوية المرخصّة) بشكل صحيح حسب تعليمات الطبيب والصيدلي وعدم مخالفة هذه التعليمات.

وتشير منظمة الصحة العالمية في تقريرها لعام 2019 إلى أن عدد الإصابات الناجمة من الأخطاء الطبية في العالم أكثر من 21 مليون إصابة مسجلة، وهناك عدد من الاصابات للأسف غير مسجلة لأنه لم يتم الإبلاغ عنها.

وتمثل نسبة 10- 12%، أي ما يقارب ٢.٥ مليون مريض يموتون بسبب الأخطاء الطبية.

وهذه الأخطاء تعود إلى عدة عوامل والتي تتضمن:
– التشخيص الخاطئ.
– الوصفة العلاجية الخاطئة.
– الاستخدام الخاطئ للأدوية.

ولقد بينت دراسة بريطانية حديثة لعام 201‪9 أُجريت على 300 ألف مريض، أن 50% منهم كانت الأخطاء الطبية بسبب الأدوية.

وهنا سنتعرض لبعض الأخطاء التي قد يقع فيها البعض عند تعامله مع الدواء، وذلك للوقاية وأخذ الحيطة والحذر للوصول إلى ما نطمح إليه من السلامة الدوائية في مجتمعنا.

1- يقوم البعض بمشاركة أقاربه في دوائه لأن لديه نفس أعراض مرضه مع أن ما يناسبه من الدواء قد لا يناسب الآخرين فلكل شخص حالته الصحية الخاصة به، فلا تتشارك بأدويتك مع الآخرين.

2- عند الشعور بالتحسن من أعراض الالتهابات البكتيرية قد يتوقف المريض عن تناول المضاد الحيوي دون إكمال مدة العلاج المقررة له، وذلك اعتقاداً منه أنه تشافى، وكذلك ليخفف عن نفسه الاستخدام الزائد للدواء، إلا أن هذا يؤدي إلى عودة الالتهاب مرة أخرى وازدياد حالة المريض سوءاً.

لهذا إكمال مدة العلاج وخصوصاً المضادات الحيوية أمر ضروري.

3- يعتقد البعض أن جرعة الدواء للأطفال هي نصف جرعة الكبار مثلاً، وهذا مفهوم خاطئ، فليس بالضرورة أن يكون الدواء مناسباً لعلاج الأطفال أصلاً، ليس هذا فحسب، بل إن جرعة الطفل تتأثر بوزنه بغض النظر عن عمره لذا فإنه لسلامة أطفالنا لا ينبغي الاعتماد على جرعة الكبار لقياس جرعة الأطفال الدوائية.

لهذا من المهم جداً التواصل مع الطبيب أو الصيدلي في تحديد الجرعات.

4- يعتقد البعض أن زيادة أو مضاعفة جرعة الدواء دون الرجوع إلى الطبيب أو الصيدلي قد يسارع في الشفاء من المرض أو أن ذلك يقلل من مدة العلاج المقررة وهذا خطأ شائع يؤدي بدوره إلى ظهور الآثار الجانبية بشدة وربما إصابة بعض أعضاء الجسم بالخلل.

حذاري من تغيير الجرعة دون الرجوع إلى طبيبك المعالج.

5- قد لا ينتبه البعض إلى أن تاريخ صلاحية بعض الأدوية، خاصة المضادات الحيوية السائلة، يتغير بعد فتح العلبة وإضافة الماء لتصبح شراباً معلقاً، هنا يجب مراعاة تاريخ صلاحية الدواء بعد التذويب.

اسأل الصيدلي عند صرف العلاج عن تاريخ صلاحيته.

6- يظن البعض أن ملاعق الطعام قد تصلح أن تكون مقياساً لجرعة الدواء السائل، وهذا بدوره قد يكون سبباً في عدم أخذ الجرعة الصحيحة للدواء لذا يجب استخدام المقاييس الخاصة بالأدوية.

اطلب مقياس الجرعة من الصيدلي عند صرف العلاج.

7- تعتقد الحامل أو المرضع أن جميع الأدوية محظورة أثناء الحمل والرضاعة فتقرر أن توقف الدواء خلال هذه الفترة، وهذا بدوره قد يؤدي إلى ازدياد حالة المرض لديها. يجب دائماً مراجعة الطبيب أو الصيدلي لتحديد العلاج النافع لها والمناسب لحالتها.

٨- تقوم بعض الأمهات بترغيب أطفالهن لتناول الدواء على أنه حلوى أو عصير خاصة إذا كان له طعم جيد، مما يؤدي إلى إقدام الطفل بنفسه على تناول الدواء أكثر من مرة بدون علم أمه أو من هو أكبر منه فيتسبب ذلك بتعرض الطفل للخطر الدوائي وظهور الآثار الجانبية عليه، وهنا ننوه إلى أنه لابد من إفهام الطفل أن الدواء لا يستخدم إلا مع وجود الكبار وبإمكان الأمهات أن توهم الطفل أنها تضيف إلى الدواء نكهة معينة لترغيبه في تناول الدواء.

وفي كل الأحوال احفظوا الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال.

9- كثرة الأدوية تضمن الشفاء من المرض، يعتقد البعض أنه كلما كثرت الأدوية يكون سبباً في الشفاء من المرض وهذا فهم خاطئ، فعلى حسب حالة المريض يحدد الطبيب عدد ونوع الأدوية التي تناسب الحالة.

10- تكرار استخدام نفس الدواء مع تشابه الأعراض، مفهوم شائع عند الناس مع عدم ملاحظة درجة شدة العرض والمرض، فلكل حالة تشخيصها وعلاجها وإن تشابهت الأعراض.

إن السلامة الدوائية تقتضي أن يكون المريض عارفاً باسم دوائه ومقدار جرعته دون الاعتماد فقط على شكل الحبة أو لونها، إذ إن الكثير من الحبوب الدوائية لها الشكل الخارجي نفسه وبالتالي إذا ما اضطر المريض إلى سرد أنواع الأدوية التي يتناولها بالشكل واللون فإن هذا يؤدي إلى الاختلاط الدوائي وتناول أدوية خطأ عوضاً عن الدواء الأصلي، لذلك يفضل تصوير علب الأدوية أو كتابة أسماء الأدوية في ورقة لعرضها على الطبيب إن لزم الأمر.

توصية أخيرة
تعرّف على دائك ودوائك يكن سبباً في شفائك.

سلمان عبدالله آل عباس – صيدلي


error: المحتوي محمي