شوارع فك الاختناقات، والجاري العمل عليها الآن في محافظة القطيف، سوف تخنق القديح، البلدة المخنوقة أصلاً.
هكذا ببساطة هو الحال الذي ستكون عليه القديح وسكانها إذا لم يتم تدارك الأمر وإيجاد حل قبل وقوع المشكلة والتي لم تحسب حسابها إدارة الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية على ما نظن، ولم تراع وضع القديح البائس أصلاً وهي في حاجة من الأساس إلى إعادة تخطيط عمراني جديد، لا أن تسد المنافس عليها ويغلق شريانها الرئيسي الوحيد الذي تستمد منه الحياة.
كيف؟ هذا ما سيكون عليه الحال بما تشي الأخبار بعد مشروع الامتداد الذي سيكون عليه الشارع الجديد عند تلاقي شارع أحد مع شارع الملك فيصل ليشق البحاري مروراً بشرق القديح مخترقاً العوامية وصولاً إلى صفوى وما بعدها.
المشكلة هنا هي أن القديح ليس لها سوى مدخل رئيسي واحد وإذا تجاوزنا قلنا إنه الشارع الرئيسي والذي لا يزيد عرضه أصلاً على الخمسة عشر متراً في أحسن الأحوال، هذا الشارع سوف يغلق على الداخلين والخارجين من القديح نهائياً، ولن يستطيع القادم للقديح الدخول لها إلا بالاتجاه شمالاً حتى الوصول لما قبل العوامية، وهي مسافة لا تقل عن الكيلو متر تقريباً حتى يصل للشارع الجديد القادم من منطقتي الناصرة والشبيلي ثم يدور راجعاً ولكن على الشارع المحلي، والذي سيكون على أحد جناحي الشارع الجديد والذي أطلقوا عليه شارع التحدي، وكأن المسمى يناسب الوضع الذي سوف يعانيه قاصدي القديح.
وهو مشهد واحد من المشاهد التي سيعانيها أهل القديح أينما كانوا سواء من ساكنيها أو قاصديها، وبالذات أهلها الأصليون الساكنون خارجها والذين لا يستغنون عنها لزيارة أرحامهم وأحبائهم الأصيلين والعكس كذلك.
ومن المشاهد أيضاً مشهد القادمين من غرب شارع أحد، فإن عليهم الوصول لإشارة تلاقي شارع أحد وشارع الملك فيصل عند البحاري والعودة للغرب والدخول للقديح من أي شارع فرعي أو شارع مشاة، يعني دبر حالك، وأما الخارج منها للاتجاه شمالاً فعليه أن يبلغ إشارة التقاطع عند مدخل البحاري ويعود متجهاً شمالاً قاصداً وجهته وراجياً أن يسهل عليه الله عز وجل رحلة العودة بالسلامة.
مشاهد سريعة ربما لا يفهمها سوى أهل القديح وحدهم وهي ما لا نتمناه أن يحدث، وهو لن يحدث لو أن إدارة الطرق الموقرة عملت من البداية على ضرورة إبقاء شارع القديح الرئيسي مفتوحاً، إما بإشارة مرورية أو دوار، وهي لا تزال قادرة أن تقرر ذلك، والشارع ليس من الشوارع السريعة وهو داخل البلد ويخترق البيوت، وهناك شوارع أعرض منه في أماكن ومدن عدة وبها إشارات ضوئية مرورية أو دوارات، والسير فيها يسيرٌ وبلا تزاحم أو توقف لافت.
لقد فرحنا كثيراً بشبكة الشوارع التي ستريح المواطنين وتفك المحافظة القطيف من الاختناقات، ونتمنى من إدارة الطرق في المنطقة أن تكمل هذه المشاريع على خير وجه وهو ما نراه فعلاً منها ممثلة في سعادة مديرها العام بالمنطقة الشرقية وشبكة الموظفين الأكفاء الذين معه، ونتمنى منهم أن يكملوا معروفهم ويراعوا وضع القديح الخاص، فهي على ضيقها وصعوبة تمددها إضافة لعدد سكانها الذي يفوق الأربعين ألفاً، تأتي الشوارع لتطوقها من جميع الجهات دون منفذ حديث أو مستجد يفك ضيقها، بل يغلق منفذها الرئيسي والذي لا يكفي قاطنيها أصلاً للدخول والخروج، ومن أراد يتأكد فليتفضل على الرحب والسعة ليلاً أو نهاراً.