المملكة العربية السعودية لكِ مني ألف تحية.
ها هو العيد الوطني التسعين، وطني الحبيب بأي لغة أخاطبك! يا ترى ماذا سأكتب عنك ولا بأس إذا أجمع واتفق الكتاب وعشاق الوطن بمشاعرهم المتكررة المتواضعة! وبتلقائية أخاطب ترابك الغالي على قلبي قائلة: هذا هو أنت يا وطني الذي أنتمي إليه وأعشقه، أرض الكرامة والعزة أرض الخير والشموخ.
وطني الحبيب لا يحده جبال وبحار وسهول ونخيل فحسب، بل يحيط به إحساسنا بالأمن والسلام والانتماء، فلك الله ولك الحب ولك الولاء والوفاء يا وطني، فحب الوطن هو من أصدق مظاهر الانتماء الذي يكشف عن وجوده، فالإنسان بلا وطن هو بلا هوية.
يحضرني في منتصف الثمانينات كنت وعائلتي في إجازتنا السنوية في لندن كعادتنا دوماً، وقد صادف وجودنا هناك إقامة المعرض السعودي المملكة بين الأمس واليوم، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز وحينها كان جلالته أميراً للرياض.
وعند زيارتنا للمعرض كنت فخورة جداً وأنا أمشي مرتدية عباءتي، والأعلام السعودية خارج قاعة أولمبيا ترفرف على رؤوسنا، وكنت أشعر بفخر كبير جداً لانتمائي للمملكة العربية السعودية، كلما خطوت خطوة بالمعرض ألمح الضيوف والزوار وقد أصيبوا بالدهشة والإعجاب بالتراث والكرم السعودي الأصيل! هناك من الفنون والأطعمة والمشروبات الشعبية وأبرزها القهوة والتمور بأنواعها، وكانوا يقدمون كتاب الله الكريم هدية لمن يرغب ويهتم بذلك.
وأتذكر أيضاً عندما حان وقت الصلاة توقف كل شيء احتراماً للأذان لصوت الحق، شعرت حينها بقشعريرة ومتعة حقيقية ذاتية وفخر وعز ببلادي، حيث كان المعرض يحمل رسالة حب وسلام وتعارف من الشعب السعودي الأبي إلى الشعب الإنجليزي، ولقد التقيت هناك بزوار أجانب وجاليات عربية عديدة، وتحدثوا معي عن مدى إعجابهم بالفكرة الرائدة للمعرض وبالتقدم السعودي لما له من أثر في نفوس الزوار حينها، وقد كانت التجربة ناجحة جداً لما للسعودية من مكانة عالمية.
سعودية أنا وأفتخر، فكيف لا والسعودية وطني واقعي وخيالي، وأنا هنا على أرضك سعودية مثل كل امرأة أبية، أنا هنا مطمئنة آمنة عاشقة لتراب أرضي أيها الوطن العظيم دون الأوطان! أفخر بك وأحبك في كل يوم دون مناسبة يا أجمل الأوطان، فأنت حريتي وأنت إبداعي ومصدر إلهامي، تعلمت منك يا وطني التاريخ والمجد والشموخ، عهدتك كبيراً عظيماً يا وطني، أقبل ترابك الطاهر دام عزك يا وطن، لذا سأبقى أحبك يا وطني ومن أجلك أرفع الراية الخضراء علم بلادي فوق هام السحب.
بارك الله في جهود الجميع، فالمملكة العربية السعودية وطن الجميع وهو بيتنا الذي يستحق أن يبقى عامراً بالخير والحب والعطاء، وأخيراً نحن للوطن وبالوطن نكون.