الحريق الذي حدث في خيمة معدة لحفل زفاف في الليلة المشؤومة من يوم الأربعاء 15 ربيع الثاني 1420 الموافق 28 يوليو 1999 بتمام الساعة 10:40 مساء. نتج عن الحريق 69 حالة وفاة في الإحصائية الأولى ثم ارتفع العدد إلى 76 حالة وفاة بسبب كثرة الإصابات البليغة حيث إن أكثر من 400 حالة إصابة من 100 أسرة وفق الإحصائية الأخيرة جميعهم من النساء والأطفال منها 120 حالة دخلت المستشفى في غرف العناية المركزة.
يذكر أن أكثر من 100 ألف مشيع حضر تشييع جثامين الضحايا من أبناء القديح وبلدات محافظة القطيف ومن عدة مدن من محافظات المملكة ودول الخليج المجاورة.
………. خضاب ورماد ………
يالوقع المصاب في الأعضاء
حين دُكَّ السماعُ بالأنباء
استراعت لهوله كل نفسٍ
مُد تناهى ما جرى في المساء
خيمة العرس والمعازيم تترى
بلفيف من الأهل والأقرباء
أحتفلن معاً والأناشيد تتلى
والنفوس مفعومةٌ بانتشاء
ليلة الحلم والأماني كباراً
لقلوب تجهزت للقاء
بين شوق وغبطة وابتهاج
وقع الخطب ياله من شقاء
ذهبت في الحريق سبعون نفساً
كشموع تذوب بعد ضياء
سامها الويل سوم حرق وذعر
مزج العرس بالشجى والعزاء
من يجس الحريق يأبى اصطباراً
كيف بالنار و لضى الإكتواء
لم يراعي الحريق طفلاً صغيراً
أو عروساً بزينة الحناء
ويح قلبي لمن تناغي رضيعاً
وسط النار لم تفز بالفداء
إنني في الحتوف أعجز وصفاً
كيف يفضي الهنا إلى البأساء
نسأل الله أن يجير الثكالى
بمزيد من الرضا في البلاء
إننا في الحياة عرض إمتحان
قل من في الورى بغير عناء
حسبنا بالأله في كل قول
إن للصابرين خير جزاء
لا أعد المصاب جرح قديح
محجر الخط دامع بالدماء
أثبت الدهر أن ذلك فعل
لا بقول يأتي من الشعراء
ياجراح القديح صبراً جميلاً
إنه خير بلسم وشفاء
إنهم في القلوب وحي ومعنى
ليس من في التراب حشو هباء
إن لله رحمة لا نعيها
قد يكون المصاب جزل عطاء
مطلب الصبر بات أمراً ملحاً
فابتغوا أسوة من الحوراء
باعتقادي أن ذلك حقاً
إنهم سجلوا من الشهداء
* ألقيت هذه القصيدة آنذاك في حفل التأبين الشعري الذي أقيم حول الحدث الأليم.
