رحلت صباح ذات السخاء

لا أدري من أين أبدأ، فرثائي له بداية وليس له نهاية، لذا سأختصر وأعزي مكارم الأخلاق برثاء لعزيزة القطيف الفاضلة صباح باقي أبو السعود، وسأرثيكِ بالروح لا بالقلم، ولكن هل أعزي أهلك أحبابك جيرانك معارفك أم أعزي نفسي على فقدانك! كيف يمكن في سطور قليلة الحديث عنكِ؟ كيف يمكن اختزال تاريخك الأخلاقي هذا الإرث كان استثناء ليس إلا.
سلام إليكِ يا صباح مع قوافل الراحلين السعداء، سلام عليكِ يا صاحبة الفضل في ولادة هذا النص، صباح أبو السعود الإنسانة الطيبة ذات السخاء بحجم السماء والذي كان مغلفاً بالنبل والتواضع! نعم كانت صباح مناسبة في بنيتها الأخلاقية وفي محتواها الإنساني، التي تشكل العنوان الكبير في حياتها، وهذه الإضاءات في حياتها من الكرم والتواضع كانت تعلو حضورها كما تعلو عذوق الرطب هامات نخيل القطيف.
في صباح أمس الأربعاء رحلت البسمة على شفاه أهل القطيف يا صباح، حيث صاعقة المفاجئة برحيلك قد شلت لساني، وكنت أحاول جاهدة الحفاظ على هدوئي، وتتزاحم في رأسي ذكريات متتالية مع تنهيدة عميقة في صدري، حينما رقد جسدك الطاهر على وسادة الرحيل، حتماً اختفت بعض الصور إلا صورة ابتسامتك ووجعك وبكثير من صبرك!
ولكن لماذا قررتِ الرحيل وجعلتِ أحبابك يتلفعون بالحزن والحسرة لفقدك! وسيرتلون أوجاعك وسيمرون بزمن لا يشبههم دونك، فرحيلك يا صباح قد هز أعماقنا جميعاً.
اعذريني يا صباح فلن أستطيع أن أكمل هنا، فقد عاودتني الدموع.
ارحلي ونامي  بسلام يا صباح ولا تقلقي فروحك الطاهرة ترفرف حولنا، سوف لن ننساكِ أبدا وستكونين دائماً في الذاكرة.
ليرحمكِ الله وينعم عليكِ بجنته وبِحسن المآب، وإنا لله وإنا إليه لراجعون.


error: المحتوي محمي