إقامة جلسات حوار مع الخطباء.. ضرورة وليس ترفاً

يحتل الحوار في عصرنا أهمية كبرى في ظل تدفق الآراء والمستجدات الفكرية والعقائدية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والحياتية المتعددة.

وتزداد أهمية وجود منصات وآليات للحوار في مجالس عاشوراء، حيث يلقي الخطباء ما لديهم على الناس، على المستمعين في غياب إمكانية التواصل معهم فيما يتعلق بما يطرحونه من على المنبر، فوجود جلسات الحوار بين الخطباء ومستمعي هذا الخطب هو بمثابة نوع من التواصل والتفاعل بينهما من أجل البحث عما هو أفضل، فالحوار هو سبيل ناجح للتعاطي مع جميع المواضيع الخلافية العامة، من أجل تحقيق مصلحة المجتمع.

جميل جداً ما يقوم به بعض الخطباء أثناء  فترة المحرم خلال السنوات القليلة الماضية، بدعوة لمناقشة ما تم طرحه على المنبر من قبل كل منهم مع مرتادي مجالسهم، إما حضورياً أو عبر إرسال الملاحظات عبر وسائل التواصل المختلفة أو أي آلية أخرى، حيث يطرح مرتادو المجالس آراءهم وملاحظاتهم حول ما تم طرحه في أيّام محرم ، مما يعطي زخماً ذا أهمية لكل المواضيع التي طرحت.

هذا الحوار المفتوح مع المستمعين يعطي فرصة لأن يتفاعل الجميع مع الأفكار التي ذكرها الخطيب بكل أريحية وشفافية ويتم نقاش أي مسألة خلافية مباشرة، ويجسر الفجوة بين المستمع والخطيب، ليقترب الطرح من على المنبر إلى علاقة فيها بعض التفاعل الذي ظل  غائباً طويلاً، فاعتاد الخطيب إلقاء ما لديه من على المنبر دون إمكانية النقاش معه أو تدارس أي مما يطرح.

إن التفاعل البناء بين الخطيب والمستمع بشكل شفاف يسهم في تقييم ما يطرح والفائدة  منه، ويعطي فرصاً لتصويب ما اعتراه خلل في الطرح ودعماً لما هو صحيح وبناء في طرحه، مما يسهم في تطوير الخطيب والخطابة في جلسات الحوار مباشرة.

كما أن لجلسات الحوار هذه أثر إيجابي على كيفية تعاطي المجتمع مع ما يمر عليه من مشاكل ومواقف ومواضيع خلافية أو مستجدة.

أرجو أن يكون هذا دافعاً لتبني الخطباء وضع حلقات نقاش بينهم ومستمعيهم، كما أتمنى أن يقوم أصحاب المجالس العاشورائية بوضع جلسات الحوار هذه كأحد  المتطلبات التي يتفقون عليها مع خطبائهم وضرورة إقامتها أكثر من مرة، إحداها قبل نهاية موسم المحرم لعل يكون فيها الفائدة فيما يتبقى منه، وأخرى مع نهاية الموسم للاستفادة من معطيات مجالس المحرم.

كلي أمل أن تعمم هذه التجربة وتكون مكوناً أساسياً  لمجالس المحرم في المواسم القادمة.


error: المحتوي محمي