عندما نتناول الطعام فإنه يتجه باتجاه واحد من أعلى الجسم إلى أسفله بتقلصات لا إرادية باتجاه واحد.
و لضمان عدم العودة، هناك عدة صمامات وانثناءات ووصلات بين أجزاء الجهاز الهضمي المختلفة.
من أهمها صمام ما بين المريء والمعدة الذي يفتح عند انتقال الطعام من المريء للمعدة ثم يقفل حتى لا يرجع الطعام بالاتجاه المعاكس حتى في حالة الاستلقاء.
عند حصول ضعف في هذا الصمام ينتج داء الارتجاع المعدي المريئي.
و للأسف فهو مرض مزمن وشائع يقدر بـ ٢٠ % من الناس البالغين بل يصل إلى ٣٣%، بمعنى واحد من كل ثلاثة أفراد.
أعراض المرض:
تتدرج الأعراض وتتنوع حسب شدة ضعف الصمام وحصول المضاعفات، وقد تشمل:
* حرقان في الصدر نتيجة ارتجاع أحماض المعدة للمريء والذي قد يزداد عند تكون تقرحات في المريء الذي لا يتحمل أحماض المعدة، لدجة كونه يبدو كأزمة قلبية.
وعادة يصل الحرقان للحلق.
* السعال وخاصة في الليل نتيجة وصول الأحماض وربما جزء من الطعام لمجري التنفس، فيحصل السعال لطردها ولحماية مجرى التنفس.
* عسر الهضم.
* الرائحة الكريهة من الفم والأنف.
* القيء في الحالات الشديدة مع إمكانية خروج الدم عند وجود نزف من المريء.
* صعوبة البلع نتيجة تضيق المريء عند التئام التقرحات.
العوامل التي قد تزيد من الأعراض، منها:
* السمنة
* الحمل
* المشروبات الغازية
* الإكثار من القهوة
* الأكل المليء بالزيوت و الدهون
* التدخين
* فتاق الحجاب الحاجز
العلاج:
لحسن الحظ فإن كثيراً من حالات الارتجاع تستجيب لتغيير نمط الحياة ومن ذلك:
* تقليل الوزن
* تجنب أو الإقلال من: الوجبات السمينة والكبيرة، الحمضيات، المشروبات الغازية، القهوة، الشاي، الشوكولاتة، النعناع، والتدخين.
* إعطاء فرصة ٣ ساعات قبل النوم بعد آخر وجبة لإعطاء المعدة فرصة لإفراغ جزء من محتواها للأمعاء في الأسفل.
* تجزيء الوجبات لكميات قليلة والمشي الخفيف داخل المنزل لمدة ٥ دقائق بعد الوجبة مباشرة قد يكون كل ما تحتاجه لإحداث الفارق.
* رفع السرير جهة الرأس أثناء النوم ١٥ سم.
كما يساعد كثيراً تناول مضادات الحموضة التي تباع دون وصفة طبية لفترة وجيزة لا تتجاوز الأسبوعين.
إذا لم ينفع ذلك فينصح بمراجعة الطبيب.
حيث يلي ذلك:
استعمال أدوية أكثر فعالية وأقل آثار جانبية من مضادات الحموضة العادية.
عند عدم الاستجابة للأدوية يتم عمل بعض الفحوصات ومنها:
* المنظار مع إمكانية أخذ عينة من المريء للتأكد من عدم وجود مرض خبيث.
* الأشعة بالصبغة.
* فحص قياس قوة ضغط المريء والصمام.
* قياس نسبة الارتجاع.
* قياس شدة الحموضة ومتابعتها.
الحلول الجراحية وتتم فقط في حال عجز كل الطرق الدوائية.
مع تمنياتي لكم بحسن الصحة.