الحزن يخيم على أهالي منطقة التوبي في خبر رحيل السيد رضي الجراش من يوم الأربعاء الموافق 9-9-2020، وكأن لسان حالهم يقول كيف قضينا البارحة بعد رحيل السيد رضي، حيث عقرب الساعة أصبح ثقيلاً في الحركة، أجواء الأسى والحزن والانهيار ترافق محبي هذا الرجل الكريم المؤمن، السيد رضي كان من أوائل من التحقوا في طلب العلم الحوزوي الديني.
لظروف خارج الإرادة تغير عقرب البوصلة من اتجاه الحوزوي إلى الاتجاه الأكاديمي، فحصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبد العزيز، وحاول إكمال الدراسة في الحصول على درجة الماجستير، فكانت أوقاته توزع في أعمال الخير وحضور مجالس الفكر والأدب، يحمل غريزة قوية في حب الاطلاع وزيادة الثقافة، وخصوصاً الأدب الديني، فكان يتردد على أربعة أو خمسة مجالس في المناسبات الدينية بين حسينيات ومجالس الفكر والأدب من ليلة واحدة.
جمعتني علاقة نسب مع السيد رضي، من جهة زوجتي أم عبد الله تكون خالة أولاده، تجالسنا في النزهات والرحلات مع بعض فكان يحمل البساطة والتواضع، وفي حال تقف بنا مسائل شرعية يكون الجواب جاهزاً عند السيد العزيز، فلم أتخيل يوماً من الأيام أن أكتب خبر وفاة هذا الرجل النجيب، ما يحمل من شخصية تحمل العمق الإنساني وضمير منير.
معظم أهالي التوبي ونحن تفاجئنا بين ما تفاجئنا هجمة الحزن التي صفعت المقربين والمحبين إلى السيد رضي، من عمق الأعماق القلبي، الحب إلى المنطقة التي تربى فوق ترابها وبين تراثها الجميل، فقد أرسل السيد رسالة جميلة قبل الرحيل بأن يحفظ الجميع من كل شر ويحفظ كل ذرة من تراب منطقة التوبي وأهلها.
قبل ختام لوحة الرثاء إلى أبو سيد حسن، أخبرتني أم عبد الله (زوجتي) بأن السيد رضي كان لها وإخوتها مثل مقام الأب الحنون، ما إن تأتي مناسبة أو يأتي عيد حتى يكون أبو سيد حسن يشتري لهم الهدايا القيمة، فكان في الكرم حاتمياً وفي الأخلاق من جده الرسول محمد (ص)، الله يرحم السيد النجيب فكان راعي واجب، الصديق العزيز في ذمة الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الله يرحمه ويغفر له ويصبر أهل بلده والمحبين على فراقك يا “أبو سيد حسن” إنا لله وإنا إليه راجعون.