استقبل مستشفى القطيف المركز من 7 إلى 12 حالة سكتة دماغية شهريًا، بمتوسط 9 حالات في الشهر، من بداية عام 2020 م، وحتى شهر أغسطس الماضي.
وأوضحت الدكتورة آلاء محسن الماجد، اختصاصية أعصاب بمستشفى القطيف المركزي، أن السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية (STROKE) تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، مما يحرم أنسجة الدماغ من الأكسجين ومواد التغذية الحيوية الأخرى، وجراء ذلك، تتعرض خلايا الدماغ للموت خلال دقائق قليلة.
وذكرت “الماجد” أنه حسب آخر إحصائية في المملكة العربية السعودية 2019 م، فإن حوادث الإصابة بالسكتة الدماغية في المملكة العربية السعودية بلغت 60 شخصًا لكل 100.000 نسمة، مشيرةً إلى أن السكتة الدماغية الأكثر شيوعًا تصيب الأشخاص في سن 55 سنة وما فوق، ومن الممكن أن تصيب الأصغر سنًا أيضًا.
وتحدثت لـ «القطيف اليوم» عن أعراض الجلطة الدماغية، مشيرةً إلى أنها تتمحور في؛ خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم، وصعوبة في التحدث أو الفهم، وكذلك صعوبة في الرؤية في كلتا العينين أو إحداهما، وأيضًا صعوبة في المشي وشعور بالدوخة وفقدان التوازن، والإحساس بصداع شديد ومفاجئ وقد يصاحبه غثيان.
وأضافت: “الجلطات الدماغية تختصر بشكل مبسط في نوعين؛ إما قلة تروية (لوجود خثرة داخل الوعاء الدموي) أو نزيفية (نتيجة نزيف أو تمزق في أحد الأوعية الدموية)”.
وبينت أنه توجد مادة مذيبة تستخدم للجلطة الدماغية الخثارية وليست النزيفية، تعطى لبعض المرضى في أول أربع ساعات ونصف الساعة من تكوّن الجلطة، والبعض الآخر فقط في أول ثلاث ساعات؛ هذا إذا كان المريض يوافي الشروط لحقنه بهذه المادة، لافتة إلى أنه يجب أن تدرس كل حالة بحكمة وموازنة الفائدة والضرر.
وأوضحت أن المادة يرمز لها بـ TPA، وقد تمت الموافقة عليها من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية منذ سنوات، فيما تم اعتمادها مؤخرًا في وزارة الصحة وبالخصوص في مستشفى القطيف المركزي، وهو المستشفى الوحيد من ضمن مستشفيات وزارة الصحة يعطي المادة المذيبة.
وذكرت أنه يتم معاينة المريض من قبل طبيب الطوارئ الذي يتوجب عليه إعلان كود السكتة الدماغية في حال وصول المريض في الساعات الأولى من تكون الجلطة وتبليغ أطباء الباطنية والأشعة والأعصاب.
وعن درجات التحسن قالت “الماجد”: “تحسن حالة المريض يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك شدة الجلطة وعمر المريض ونوعية الجلطة والظروف المرضية السابقة للمريض”، مضيفةً أن 40% يعانون من اعتلالات متوسطة إلى شديدة تتطلب رعاية خاصة، و15% يموتون بعد فترة وجيزة من السكتة الدماغية، وأن الاكتشاف المبكر للسكتة الدماغية وتلقي العلاج يزيد احتمال شفاء المريض ليكون بلا إعاقة أو إعاقة طفيفة فقط.
وأكدت أن نجاح هذا البرنامج يعود لوعي المجتمع، وجهود الأطباء في قسم الطوارئ وقسم الأشعة والباطنية وفريق الأعصاب.
جدير بالذكر أن قسم الأعصاب في مستشفى القطيف المركزي تمكن من إنقاذ رجل ستيني من سكتة دماغية في الفص الأيمن من الدماغ، قبل ثلاثة أشهر، وعن هذه الحالة قالت “الماجد”: “تعتبر الحالة المذكورة عينة من الحالات التي مرت على قسم الأعصاب بمستشفى القطيف المركزي، سبقتها حالات مماثلة باشرها اختصاصي الأعصاب الدكتور علي أبو سرير”.
ووجهت الشكر لرئيس وحدة الأعصاب الدكتور علي المبارك لإشرافه على جميع تلك الحالات وتوجيهاته السديدة.