آل عباس: ركزوا على السلوكيات الإيجابية عند الأطفال لتتلاشى السلبية

أوضح المدرب آل عباس أن المجتمع ككل يركز على السلوكيات السلبية عند الطفل، وهذا ينافي القاعدة التربوية التي تقول “بالتركيز على السلوكيات الإيجابية يتلاشى السلوك السلبي”، مؤكدًا على أنه يجب تشجيع الطفل بكلمات إيجابية كالمدح وأن نركز على إيجابياته وأن نمدحه باستمرار لكي تتعزز الصفات الإيجابية لديه ويترك التصرف السلبي.

وعرف آل عباس السلوك بأنه كل تصرف يصدر من الإنسان من أقوال وأفعال ظاهرية وباطنية مثل التفكير، والتخيل.

وأوضح أنواع السلوك وهي إيجابي وسلبي وإبداعي وذكر أمثلة لكل منها؛ فالإيجابي مثل الاستئذان عند الدخول، والسلبي ككثرة البكاء.

وكشف أن السلوك السلبي إن صدر من طفل فلابد أن تتوفر فيه معايير معينة وقواعد ليتم تصنيفه على أنه مشكلة، كالتكرار، وانزعاج الطفل من تصرفه، وانزعاج المربي والآخرين أيضًا، تعيقه عن نشاطاته اليومية، يدمر قوته البدنية ويؤثر على حالته النفسية.

جاء ذلك في الأمسية التي نظمها الهاتف الاستشاري بعنوان “تجربتي في سلوكيات الأطفال” واستضاف فيها وذلك يوم الاثنين 7 سبتمبر 2020.

وعن كيفية معالجة أي مشكلة تواجهنا؟ قال آل عباس: إن المجتمع متسرع، ويريد الحلول”، مبينًا أن خطوات حل المشكلة تبدأ من خلال فن تحديد السلوك بدقة، ومعرفة الدافع، واختيار الإجراء السلوكي المناسب، ومعرفة سير السلوك وأن نسأل أنفسنا هل الضرب نفع أم لا؟ والتعزيز نفع أم لا؟، مشيرًا إلى أن أسلوب تعزيز السلوك أفضل بكثير من الضرب، منبهًا على الأهالي اتباع جميع الإرشادات التربوية لكي تعالج المشكلة.

وتكلم آل عباس عن أسلوب (تفهم) من الأسلوب العلمي أربعه مفاهيم، وهي؛ تحديد السلوك بدقة، وفهم السلوك، وعدم وضوح خطة علاجية مرسومة.

وتطرق إلى الحديث عن برنامج مهاراتك (أسلوب المربي) محذرًا من قول المربي “أنا تعبت من كثرة ما أنصح وأقول”، قائلًا: “كيف أحدد السلوك بدقة بكثرة أسئلتي حول المشكلة، كم عمر الطفل الزمني؟ كم عمر الزمن العقلي؟ هناك طفل يتعلق بأبيه أو بأمه؟ هل التعلق الشديد يكون في مرحلة معينة في العمر؟ حيث إنه يكون إيجابيًا، من عمر سنة ونصف السنة إلى ثلاث سنوات، وطبيعيًا في الأسبوع التمهيدي فإن تعلق الطفل بوالده طبيعي في حدود الأسبوع الأول”.

وذكر أن هناك سؤالًا ثانيًا في خطوات حل المشكلة وهو؛ منذ متى هذه المشكلة موجودة؟ ومعرفة هل السلوك صدر عن الطفل مرة واحدة أم أنه سلوك عابر ولا ندقق عليه لكي لا تتفاقم المشكلة، ممثلًا على ذلك بقوله: “إذا لوحظ على الطفل الخوف من دخول الحمام بالبيت والمدرسة، فيجب معرفة متى تحدث المشكلة وهل هي متقطعة أم مزمنة، ونتساءل عشرات الأسئلة ونبحث عن إجابة لها لتتضح الحالة أكثر”.

وأضاف أن الخطوة الثانية في خطوات حل المشكلة هي معرفة الدافع وتجربة جميع الدوافع حيث يكون الدافع واحدًا من أربعة فمثلًا الطفل الذي يقوم بحركة مزعجة يكون دافعه فيها هو لفت الانتباه أو فرض السلطة والقوة أو انتقام أو عنف وهناك حالات كثيرة من قبل الأهالي بسبب العنف، أو تجنب أو عجز.

وبيّن الإجراءات والمفاتيح التي تقود إلى تربية إيجابية قائلًا: “من المهم عندما تواجهنا أي مشكلة أن نرجع للدافع والدوافع أربعة لا خامس لها، فعلى سبيل المثال التقليد ممكن أن يدفع الطفل للمشكلة السلوكية، فالتقليد من قبل شخص يعتبر إشارة سلوكية تشير إلى لفت انتباه الآخرين، وطفل تعمد إلى السلوك المزعج ليلفت انتباه أمه وأبيه أو المعلم، وطفل لديه سلطة يضرب ليوصل رسالة للمربي وهي إثبات الذات، وهناك طفل ثانٍ قلّده ليثبت ذاته وهكذا”.

وتابع: هناك طفل يريد لفت الانتباه يتعمد عمل السلوك المزعج كقضم الأظافر، أو يضرب الآخرين فعليك الاستجابة لردة الفعل يتوقف السلوك المزعج لفترة وعلى سبيل المثال طفل في الصف الأول الابتدائي أصدر صوتًا بفمه فالتفت إليه المعلم ثم خجل الطالب وبعدها رجع ليلفت الانتباه وعاد التصرف مرة أخرى.

وتطرق بالحديث عن أصعب الدوافع التي تكون نتيجة عنف أسري بسبب تسلط الوالدين أو انفصال الأب عن الأم؛ مبينًا كيف نتعامل معه قائلًا: “من الحلول محاولة بناء علاقة مع الطفل الذي يقول (ما حد يحبني) وتعديل بعض المفاهيم المغلوطة لديه”.

وأشار إلى أن من الدوافع العجز مثل أن نكلم طفل يبكي الثقة بالنفس لديه متدنية واستجابته بطريقة بطيئة فأحد الحلول لديه هو التوقف عن النقد، وتشجيع أي محاولة وإن كانت طفيفة، محذرًا من الوقوع ضحية لمشاعر الشفقة لهذا الطفل.


error: المحتوي محمي