تناول مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس في لقاء اتسم بالشفافية والوضوح وحضره مسئولو ومنسوبو تعليم المنطقة وجمع من المهتمين بقضايا التعليم، وذلك في ندوة منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف المعنونة بـ “جودة التعليم وفق رؤية المملكة 2030” العديد من قضايا الجودة وأبعادها المختلفة.
وأدار الأمسية عاطف الغانم الذي تحدث حول أهمية الجودة في مجال التعليم وانعكاساتها على مختلف الأصعدة التربوية والثقافية والمهنية، مؤكدا على دور المسئولين عن التعليم في إقرار التوجهات الرئيسية الممهدة لتحقيق الجودة.
واستهل الندوة راعي المنتدى جعفر الشايب بكلمة رحب فيها بضيف الأمسية مشيرا لدوره الريادي في التفاعل مع الجمهور والتواصل المستمر معهم.
بعد ذلك، بدأ ضيف الندوة الدكتور عبد الرحمن المديرس حديثه بالتأكيد على أهمية التغيير على مستوى الأفراد والمجتمعات لكونه سنة حياتية وأنه نتيجة طبيعية لتغيير الذوات.
وتناول في مقدمته دور التعليم بصفته قضية استثمار وطني، حيث أكد على أن التعليم هو ثروة الوطن الأولى وحجر الزاوية في منظومة التنمية الشاملة المستدامة، وأن الاستثمار فيه قضية تتعلق بمستقبل الوطن، مشيرا إلى ضرورة التركيز على تنمية الإنسان تنمية شاملة متكاملة، لما لذلك من عوائد على التنمية بمفهومها الشامل، وأن الاستثمار في التعليم مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع.
واختتم حديثه بالتأكيد على دور المجتمع في دعم وتقويم المنتج التعليمي من خلال التواصل المستمر مع المدرسة وتزويدها بالمرئيات والمقترحات التطويرية وفرص التحسين، المشاركة في اللقاءات الشهرية الالكترونية مع مدير عام التعليم والقيادات التعليمية بالإدارة، المتابعة المستمرة لمستويات أداء الأبناء والبنات وتقديم التغذية الراجعة، التحفيز المستمر للطلبة وتشجعهم على المبادرات النوعية.
بدأت مداخلات الحضور بتعقيب من عضو مجلس المنطقة الشرقية محمد الدعلوج حيث أشار إلى غياب مفهوم الجودة في الفترات السابقة وحداثة ظهوره في مجتمعاتنا العربية، وتساءل عن المعوقات التي تواجه تطبيق الجودة في مجال التعليم.
وعلق سكرتير المجلس المحلي بمحافظة القطيف حسين الصيرفي بقوله أن نتائج تطبيق الجودة تستغرق بين ثلاث إلى خمس سنوات مقترحا انشاء مراكز الجودة الشاملة في محافظات المنطقة لتسهيل تطبيقها ولتعزيز المشاركة المجتمعية.
وتناولت فاطمة البلوي من منسوبي مكتب التعليم بالخفجي موضوع الجودة باعتباره سلوكا وثقافة مجتمعية ينبغي تكريسه في النشأ وألا يقتصر على الأنظمة والتعليمات الموجهة لشريحة معينة.
وعبّر مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف عبد الكريم العليط عن امتنانه لمجتمع محافظة القطيف على إبداع وتميز أفراده ودعمهم لمؤسسة التعليم حيث أن قربهم وتفاعلهم مع المؤسسة التعليمية يسهل الكثير من الأمور ويفعل المشاركة المجتمعية.
وعلّق الدكتور تيسير الخنيزي على وجود تحديات كبيرة أمام تحقيق الجودة في مجال التعليم من بينها شدة المركزية وعدم الأخذ برأي المعلم وضرورة تقييم كل برنامج على حدة.
وأسهب الدكتور عباس الخاطر في حديثه عن أن رؤية 2030 أضافت تحديا جديدا وهو بناء اقتصاد قوي عبر منظومة التعليم والتعلم، وذلك يتطلب منهجية فاعلة تكون قادرة على استيعاب المفاهيم المتجددة كالتنافسية والحوكمة الرشيدة وتوظيف التكنولوجيا، واعتماد مقايسات عالمية، وضرورة ربط التعليم بالاقتصاد وتوطين مرشد مهني في كل مدرسة.
وتحدثت هدى القصاب عن بعض عقبات الجودة في مجال التعليم مشيرة إلى العشوائية في البرامج وضرورة التركيز على الكيف في مقابل الكم من البرامج، واعتبرت أن المدارس تشكل بيئة طاردة للتعلم، مشيرة إلى أهمية الالتفات إلى حاجات الطالبات تحديدا كالمشاركة في الرحلات وممارسة النشاط الرياضي، إضافة إلى أهمية تعزيز مكانة المعلم، مطالبة بالبحث عن أسباب زيادة التقاعد المبكر للمعلمين والمعلمات سنويا.
أما نجاة بو حليقة فأكدت على ضرورة الاهتمام بالتعبير الذاتي لدى الطلبة والتفكير والإبتكار والاستفادة من تجارب الدول الأخرى. وانتقدت نسيمة السادة ضعف البنية التحتية للمدارس وأن معظمها غير مهيأ لاستيعاب الطلبة وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن بعض المعلمين يرفضون الحديث من أمهات الطلبة والتواصل معهن، مؤكدة على ضرورة إعطاء المدرسة صلاحيات أوسع وإشراك أسر الطلبة عبر عمل ورش عمل مشتركة.
وتحدث حسن الزاير عن أن الصناعة في المملكة سبقت التعليم في الاستفادة من مفاهيم الجودة عبر وضع جوائز ومعايير أداء ومقاييس للجودة، موضحا ضرورة تعزيز الجودة في مجالات التنمية البشرية فأغلب أبناء المجتمع يرغبون في أن يكون أبناءهم في مجالات الطب والهندسة ولا يدركون الآثار المترتبة على سيادة هذه التوجهات.
وتحدث عبد العظيم الضامن عن تجربته في تحويل تجربة التعليم إلى برنامج يتسم بالمتعة والبهجة لدى الطلاب وتغيير نمط التعليم التقليدي، مطالبا بأن تهيأ إدارة التعليم قاعات حاضنة تساعد على الإبداع بدلا من الصفوف المعتادة.