العلاقة بالآخر

العلاقات الاجتماعية مهمّة جدّاً في حياة الفرد لتبادل المصالح بجميع أشكالها وأسماها ذات المصالح المعنوية والدافع إليها ذاتي بعيدًا عن المصالح والدوافع المادية والشخصية.

إن غالبية العلاقات لا تحدث من تلقاء نفسها، لكن الظروف تسببت بحدوثها كالعمل أو الدراسة أو القرابة أو السكن، ولابد من التصالح مع الذات وإصلاح السلبيات وتقوية الإيجابيات حتى نتمكن من الانطلاق والبدء ببناء العلاقة واختيار الشخص المناسب لنا في الفكر والثقافة وتناغم التوجه والاحترام لتبقى العلاقة ذات أبعاد إنسانية هادفة صادقة مبنية على الثقة يعمل كل طرف فيها من أجل أن تنجح بفكر راق ومنفتح لتنمو وتتطور للأفضل، فكل فرد يخرج أفضل ما لديه بتقبل الآخر لتأسيس علاقة متينة فالعلاقات تحيا بالتراحم قبل الود وتستمر بالتغافل قبل الحب.

يجب أن نضع العلاقة في المستوى المناسب لها ونحافظ على علاقة متوازنة بيننا وبين الآخر بوجود ضابط لمستوى المشاعر ولا نجعلها بوتيرة ومستوى ثابت من الاهتمام فنتفأجا عندما تضطرب هذه العلاقة، ومن المناسب هنا عمل مقياس لتصنيف العلاقة بمسطرة قياس ليسهل علينا التعامل مع من حولنا بطريقة حضارية منتظمة بعيدًا عن العشوائية، والاحتفاظ بما نملكه من علاقات ذات قيمة فعند فقدانها والتفريط بها لأسباب بسيطة سوف نشعر بقيمتها فمهما تكن درجة الاختلاف مع الآخر لا نقطع علاقتنا به وإذا اضطررنا للانسحاب فنحتفظ دائمًا ببعض الاتصال ليكون طريقًا للعودة.

بعض الصفات الشخصية الإيجابية تساعدنا لكسب العلاقات بعيدًا عن الأنا والحسابات الشخصية فاستخدام جاذبيتنا واستخدام الكلمات المناسبة للحدث والموقف دون مبالغة وتقصير لها أثرها الإيجابي والكبير في التعامل مع الآخر وبناء وتطور العلاقات، ولا تعتقد أن من حولنا نعرفهم معرفة تامة فهذا غير صحيح لأن بعض الجوانب الشخصية في حياتهم لا نعرفها كاملة: “في كل إنسانٍ تعرفه إنسانٌ لا تعرفه”.


error: المحتوي محمي