عَـبَر الـفُراتَ ليـستبيحَ الـمَـشرعَةْ
فـمـشىٰ الـيـهِ الـمَاءُ يذرفُ أدمعَـهْ
رمق السماء فأمطرت حمـــما بها
يتبخترُ المـــوت الـــــزؤامُ ليتبعَهْ
وتـــــوسَّط الشَطَّ المدجَّجَ ممـسكاً
بالبرقِ يخــطف شمـــلهم ليُوزعَـهْ
لم يُــدرك الأعـــداءُ حجـمَ مراسـهِ
حــتىٰ أحــاطَهُــمُ و أحــكـم أذرعَـه
و اسْـتَلَّ مـن غُـمْدِ الـفضـائِل كفَّها
والجُودُ يَسكبُ في القِــرابِ تورُّعَهْ
خـاضَ الـــزُلالَ و ما رَوىٰ أحــشاءَهُ
وأتـى يُـوزعُ فـي الـطُفوفِ تَجمُّعَهْ
تَــــرك الـسِـقايةَ ، عانقـــتهُ بــواترٌ
و سـقىٰ الـخِيامَ بـعينهِ الـمتوجِّعَةْ
ارخـىٰ الـشجاعةَ عند خيمةِ زينبٍ
حـتى تَـنامَ على السَكينةِ و الدِعَــةْ
وأراقَ فــي حُــبِّ الـحُسينِ حـياتهُ
ومـضـىٰ يُـخـضِّبُ بـالإبـاءِ تـولـُّـعَهْ
فقَضى وَ طَرْفُ العَيْنِ منهُ مُســلِّـمٌ
وخطىٰ الى حيثُ الجنانُ المُشرَعَةْ
ومشى اليهِ السبــطُ ، يَـشخبُ قلبُهُ
يُبـــدِي الشِــكايةَ حينَ مالَ وودَّعَهْ
فــي كــلِ أرضٍ مــن دمــاهُ سنابِلٌ
تَنمو على رزءِ الحسينِ ومـن معَهْ