تقول أمي: يا ولدي، هناك أناس، تبصرهم نعمة، تهدى إليك، لتجعلها قدوة لك. حينما، تأملت كلماتها، أراني أمام شيء، قد أسميه مجازًا بـ”الشخصية الملهمة”.
ما هي الشخصية الملهمة؟
أتكون الشخصية الملهمة، التي يكون لها حضور جذاب، وتمتلك تأثيرًا إيجابيًا على الآخرين، لتلقى التقبل من الآخرين بشغف، قد تنطلق هذه التوصيفات على ماهية الكاريزما، والأقرب لها من الشخصية الملهمة، في حين قد تتقاطع بعض مقومات الكاريزما على الملهمة، تباعًا -بالضرورة بمكان-.
وعليه، قد تجد شخصية ملهمة، لا تتمتع بالكاريزما، وقد تجد شخصية، تتمتع بالكاريزما، لكنها ليست ملهمة.
الآن، وأنت تقرأ ما جاء من كلمات، كيف تجد الإلهام في لحظاتك، حين يأتيك؟
قد لا أستطيع معرفة ماهيته تحديدًا، وكثيرًا ما قرأت عنه، فلم أجد إلا توصيفًا لأثره في ذات الإنسان، وكيف يأتيه فجأة، يستجيب لتلكم الدهشة في كل شيء، يبعث على إيجابية النظرة، فيكتب، ويرسم، ويقدم عملًا، نتيجة لما يمتلكه من موهبة، أو مهارة، يتقنها.
إن الإلهام، يرتبط بكل حياة الإنسان منذ طفولته، إلى دقائق يومه، وثقافته، وأفكاره، وخبراته، وكل ما من شأنه، أن ينسج شخصيته، وفاعليته العاطفية، وانجذابه للأشياء، ونوعية الجمالية، التي يعيشها، لتجعل منه متوافقًا، مع كينونته، وذاتيته باتساع نافذة حياته.
هل القراءة، تفيد الإنسان في زاوية الإلهام؟
إن القراءة، لا يصح أن توضع في قالب، لا تحيد عنه، هي بمثابة الغيمات الماطرة باتساع المسافات، فإن القراءة عن حياة الشخصيات، التي تتحلى بالنجاح، بكونها شخصية ذات معان، كقمم الجبال، وأكثر، شخصية لها حضورها، تدهش القارئ، وتؤثر عليه، لتصبح كلماتها، المنهج والشرفة، التي تغذيه، وتروي ظمأه.
إذًا الإلهام، ليس شعورًا عاطفيًا فقط، ولكنه بيئة متكاملة، فالعقل والفكرة..، لها علاقة بالإلهام، فما سقوط التفاحة باتجاه الأرض، ليسأل إسحاق نيوتن متأملًا: لماذا لم تذهب يمينًا أو شمالًا، أو إلى الأعلى، ألا يشكل هذا إلهامًا، ليغربل ما أبصره عقليًا من خلال ثقافة السؤال، ليأتي ذات لحظة إلهام؟
ثمة ارتباط بين الإنسان، وحالة الإلهام، فإن شاعرًا ما، يأتيه الإلهام إذا كان في حديقة غناء بالعشب، والألوان، وآخر، يأتيه الإلهام، إذا كان في قمة الإزعاج، لذا لكل شخص زاويته، التي تمثل الإلهام في كنه ذاته، وخلجات موهبته، فلا تأتينا حالة الإلهام، كما نريد ونشتهي، لنستدعيها في أي وقت، إنها تباغتنا، لتدهشنا، فنستجيب لها.