من علماء القطيف.. غربة ٥٦ عامًا تنتهي بـ«رسالة عملية» و١٢ مؤلفًا لـ العلّامة البدر.. نصفها لم يحفظها التاريخ

تحدث سماحة الشيخ عبد الغني عرفات في الحلقة الثالثة من برنامج “شذى من علماء القطيف” عن شخصية العلامة الفاضل الشيخ حسن علي البدر – رحمه الله – الذي ولد في النجف الأشرف في عام ١٢٧٨هـ، وتوفي في مدينة الكاظمية عام ١٣٣٤هـ، ودفن في المشهد الكاظمي الشريف في الجهة الشرقية من الرواق المقدس، وقد بلغ الشيخ مقامًا علميًا رفيعًا.

وبين العبد الغني أن الشيخ البدر يعد من الشخصيات المجهولة التي لم تعط حقها من التوضيح رغم نشاطه العلمي الذي لمسه المجتمع في حياته، حيث عرف أنه صاحب رأي وتدقيق وتحقيق وتميز بامتلاك الجرأة والشجاعة والحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن له ملكة سلاسة التعبير ووضوح الأسلوب بحيث يفهم كلامه جميع شرائح المجتمع من متعلمين وغيرهم.

حياته
ولد في النجف الأشرف وعاش صباه في كنف والده، وبعد أن فقده غادر إلى موطنه القطيف وتتلمذ فيها على يد ثلاثة من أعلام المنطقة وهم الشيخ محمد بن نمر، والشيخ علي البلادي القديحي، والشيخ عبد الله أبو السعود -رحمهم الله-، بعدها عاود إلى النجف ليستكمل الدراسة فيها وهناك تتلمذ على يد جملة من العلماء منهم الأغا رضا الهمداني، والشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب كتاب الكفاية، والشيخ محمد طه نجف، والملا هادي الطهراني.

أبرز الإنجازات
كتب الشيخ البدر رسالة عملية أسماها “روح النجاة وعين الحياة” مستلهمها من كتاب صاحب الجواهر المعروف وقد أضاف عليها الشيخ تعليقات وتوضيحات كتبها لمعلمه، حتى إن البعض اشتبه عليهم الأمر ونسبوا رسالته إلى الشيخ الأخوند.

وأشاد الشيخ الخراساني في الرسالة العملية التي حررها الشيخ البدر قائلًا: “نظرت في جميع ما حرره عماد العلماء الأعلام وسناد الفضلاء العظام فخر المحققين وافتخار المجتهدين المدققين صاحب الفضل الجلي الشيخ حسن علي دام علاه فرأيته وفق اختياراتي فلا بأس بالعمل به والعامل به معذور ومأجور إن شاء الله”.

وقال في مؤلفه شيخ الشريعة الأصفهاني: “تشهد لمصنفها الحبر النحرير العالم العلم العزيز النظير باستقامة النظر وجودة الذهن وحسن التصرف وسلاسة التعبير وبلوغه المرام من الاستنباط والاجتهاد في الأحكام”، كما أثنى عليه العديد من العلماء الكبار المعاصرين له ومن جملتهم سماحة المرجع السيد محسن الحكيم مشيداً بروعة الأسلوب وجمال التحرير.

تجدر الإشارة إلى أن الشيخ له ١٣ مؤلفًا، والمتبقي من تراثه ٦ مؤلفات فقط وهي “تحقيق الحق وإبطال الباطل، وقضاء أولي الأعذار، ودعوة الموحدين إلى حماية الدين، وبعض مسائل الاستصحاب، ووسيلة المبتدئية إلى فهم عبائر المنطقيين، وروح النجاة وعين الحياة”.


error: المحتوي محمي