
أربابُ مأتمِ سبطِ طه المُصطفى
رغمَ الوَباءِ لَهُ أقامُوا مأتَما
رسمُوا بذلكَ صُورةً لولائهم
آلَ الرَّسولِ و عزمُهم لن يُثلَما
في مَوسِمٍ هوَ للحُسينِ و آلِهِ
طُوبى لِمَن لِمُحَرَّمٍ قد عظَّما
و أقامَ للدِّينِ الحنيفِ شَعِيرةً
فيها البُكا و الّلطمُ أصبحَ معلَما
ما كانَ يمنعُهم وباءٌ عارِضٌ
حتّى و إن جَلَسَ المُحِبُّ مُكَمّما
صوتُ الحُسينِ مِن القطيفِ تبُثُّهُ
تلكَ المآتِمُ و الحناجِرُ كُلَّما
دخلَ المُحرَّمُ ، و السَّوادُ شِعارُها
لبَّيكَ تصرُخُ يا حُسينُ و قد هما
دمعُ المُوالِينَ الكِرامِ لفجعةٍ
و مُصيبةٍ عُظمى لها بكتِ السَّما
فلتبكِ فاجعةَ الطّفوفِ عُيونُنا
إذ لا ملامةَ أن نَنُوحَ و نلطِما
فعسى نُؤَدّي للحُسينِ حُقوقَهُ
فهوَ الذي مِن أجلِنا قد قدَّما
تلكَ الدِّماءَ الزّاكيات بطفِّهِ
و عليهِ شربُ الماءِ كانَ مُحَرَّما
رفعُوا على رأسِ السِّنانِ كريمَهُ
و الجسمُ مِن وطءِ الحوافِرِ هُشِّما
يبقى على بوغاءِ عرصةِ كربلا
و بنعيِهِ يعدو الجوادُ مُحَمحِما
هجمُوا على فِسطاطِهِ مِن بعدِهِ
و النّارُ قد أكلت هُناكَ مُخَيَّما
عاشورُ لم يتركْ لنا مِن بسمةٍ
أنَّى و قد ضَمَّ المُصابَ الأعظما