صوتُ الحُسينِ مِن القطيف …

أربابُ مأتمِ سبطِ طه المُصطفى
رغمَ الوَباءِ لَهُ أقامُوا مأتَما

رسمُوا بذلكَ صُورةً لولائهم
آلَ الرَّسولِ و عزمُهم لن يُثلَما

في مَوسِمٍ هوَ للحُسينِ و آلِهِ
طُوبى لِمَن لِمُحَرَّمٍ قد عظَّما

و أقامَ للدِّينِ الحنيفِ شَعِيرةً
فيها البُكا و الّلطمُ أصبحَ معلَما

ما كانَ يمنعُهم وباءٌ عارِضٌ
حتّى و إن جَلَسَ المُحِبُّ مُكَمّما

صوتُ الحُسينِ مِن القطيفِ تبُثُّهُ
تلكَ المآتِمُ و الحناجِرُ كُلَّما

دخلَ المُحرَّمُ ، و السَّوادُ شِعارُها
لبَّيكَ تصرُخُ يا حُسينُ و قد هما

دمعُ المُوالِينَ الكِرامِ لفجعةٍ
و مُصيبةٍ عُظمى لها بكتِ السَّما

فلتبكِ فاجعةَ الطّفوفِ عُيونُنا
إذ لا ملامةَ أن نَنُوحَ و نلطِما

فعسى نُؤَدّي للحُسينِ حُقوقَهُ
فهوَ الذي مِن أجلِنا قد قدَّما

تلكَ الدِّماءَ الزّاكيات بطفِّهِ
و عليهِ شربُ الماءِ كانَ مُحَرَّما

رفعُوا على رأسِ السِّنانِ كريمَهُ
و الجسمُ مِن وطءِ الحوافِرِ هُشِّما

يبقى على بوغاءِ عرصةِ كربلا
و بنعيِهِ يعدو الجوادُ مُحَمحِما

هجمُوا على فِسطاطِهِ مِن بعدِهِ
و النّارُ قد أكلت هُناكَ مُخَيَّما

عاشورُ لم يتركْ لنا مِن بسمةٍ
أنَّى و قد ضَمَّ المُصابَ الأعظما



error: المحتوي محمي