في حديث مع مسؤول عن المستقبل وسرعة التغيرات الحياتية والتكنولوجية التي يعايشها جيلنا وكيف يمكن لأجيال المستقبل مواجهتها، أخذنا الحديث عن مقابلة مع رئيس إحدى كبريات شركات السيارات العالمية، تحدث أن منافسيهم لم يعودوا شركات سيارات أخرى ولكن شركات مثل “تسلا، وجوجل، وأبل”، و”أمازون” وآخرين، وأن سوق البرمجيات ستقضي على معظم الصناعات التقليدية في السنوات الـ5ــ10 المقبلة. شركة أوبر كمثال، مجرد أداة للبرمجيات، ولا تملك أي سيارات، والآن هي أكبر شركة سيارات الأجرة في العالم. أما فيما يخص السيارات ذاتية التحكم فإنه في عام 2018 ستظهر أول سيارة ذاتية القيادة للجمهور، وآنذاك لا تريد أنت أن تملك سيارة، بل ستطلب سيارة من الهاتف الخاص بك، وستصل إلى موقعك وتقودك إلى وجهتك، وستدفع فقط مقابل المسافة التي استخدمتها، أما فيما يخص أطفالنا فلن يسعوا للحصول على رخصة قيادة، ولن يمتلكوا سيارة، وأن تكوين المدن سيتغير، لأننا سنحتاج إلى 90ــ95 في المائة سيارات أقل، لذا يمكننا تحويل مواقف السيارات إلى متنزهات. إن معظم شركات السيارات ربما تصبح مفلسة، لأن شركات السيارات التقليدية تستخدم النهج التطويري لبناء سيارة أفضل، في حين أن شركات التكنولوجيا “تسلا، وأبل، وجوجل” تستخدم وتطور النهج الثوري لبناء جهاز كمبيوتر على عجلات. الأربعاء الماضي في مدينة برلين زرت معرضا عن تطورات الطباعة الإلكترونية، ومعظم ما قيل في المقابلة السابقة كان عن تنافس الشركات والجامعات ومراكز البحوث على عرضه. الجمعة الماضي كنت أتناقش مع مسؤول إحدى كبريات شركات استشارات التغليف لأكبر مصنعي السيارات الألمان عن صناعة السيارات ومستقبلها فأكد ما سبق ذكره.
وأخذنا الحديث عن الميز النسبية للصناعة في ألمانيا ودورها في نمو السوق وحددها في ثلاثة أسباب أولها التطور التكنولوجي الذي تصرف عليه نسب عالية، نظام الضرائب على الشركات التي تمنح سيارات للعاملين لديها والسرعة المفتوحة على الطرق السريعة، وأنه يعتقد أن نظام الضرائب في إنجلترا كان السبب في انخفاض إنتاج السيارات فيها، وأن دولة مثل المكسيك التي فيها مصانع لأكبر مصنعي السيارات العالمية ماهي إلا مصانع تجميعية للسيارات فقط وأن معظم القطع المكونة للسيارة تصنع في مئات المصانع حول العالم وتشحن للمكسيك لتجمع، أما ميزة المكسيك فهي الموقع الجغرافي القريب من الكثافة السكانية. في مملكتنا منذ سنوات دفعنا بقوة للبدء في صناعة السيارات وحاولنا جذب بعضها ولم نوفق مع أننا منحناهم كل ما طلبوه أو اشترطوه. تحدث ولي ولي العهد في لقائه التلفزيوني عن توجه المملكة لصناعة السيارات كأحد أهدافنا الصناعية التي من خلالها نهدف لتحقيق “رؤية 2030 ” ودعمها من خلال تبني شراء كل الجهات الحكومية منها، من المؤكد أن ذلك سينشئ الصناعة. ما أتمناه أن يراجع الهدف، بهدف أن نتأكد من صحة التوجه وأن ندرس التجربة الأسترالية للاستفادة والتأكد من أننا نمتلك مقومات الديمومة لهذه الصناعة.