أنقذت العناية الإلهية الدكتورة أمل زكي العوامي، وزوجها سعد عبد العزيز المحروس، من حادثة انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع قبل يومين وسط العاصمة اللبنانية، رغم أن منزلها يبعد حوالي كيلو متر ونصف فقط عن مكان الانفجار الذي غطى مساحة 24 كيلو مترًا تقريبًا.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها «القطيف اليوم»؛ أن الدكتورة أمل وزوجها الذي كان برفقتها خلال فترة الإجازة، كانا يعدان طعام العشاء في المطبخ، بعد دوام طويل، وفجأة شعرا أنهما يطيران من مكانهما ثم وقعا أسفل أحد حواجز المطبخ، وهو ما حماهما – بفضل الله – من الزجاج المتطاير، وذلك حسب ما ذكرته الدكتورة سميرة البيات والدة العوامي.
انفجار في المبنى وتشهد
ظنت أمل وزوجها أن الانفجار كان في المبنى الذي تقع فيه شقتهما، وذلك بسبب قوة الانفجار، وهو ما دعاهما إلى التشهد، سيما وأن قوة الحدث تسبب في تحطيم المكان.
وهرعت “العوامي” وزوجها للخروج بسرعة من المبنى، وعلى الدرج قابلا بعض السكان المصدومين، والجميع في حالة هلع، وما إن وصلا للشارع حتى هالهما منظره وهو يضج بالجرحى والأموات والأطفال الخائفين.
وتصف أمل الوضع بعد أن وصلا للشارع: “كان الصراخ مربكًا جدًا والناس لا تعرف إلى أين تهرب ولا تدرك ما حدث”.
بلا إصابة وتطوع
طمأنت “العوامي” والديها وبقية العائلة أنها وزوجها بخير والحمد لله وما زالا على قيد الحياة، ولم يتأذيا جسديًا إلا أنهما عاشا لحظات سيئة من أثر الصدمة.
ولم تقف الدكتورة أمل، ابنة المهندس زكي العوامي، مكتوفة اليدين أمام هذه الحادثة، بل بادرت بحسها الإنساني وقسمها المهني بمساعدة المصابين الذين ملأوا الشوارع والطرقات، في الوقت الذي كان زوجها يهدأ روع الأطفال ويسعى لاحتوائهم بتوزيع الوجبات الخفيفة عليهم.
ورغم أن مستشفى “رزق” الذي تنتسب له “العوامي” المتخصصة في الأمراض الجلدية في المستشفى التابع للجامعة اللبنانية الأمريكية، وهو أحد المستشفيات التي استقبلت الجرحى، قد تأذى كثيرًا وكان يعج بالجرحى، إلا أنها وزملاءها قدموا خدماتهم الطبية ساعين لتجاوز العدد الكبير جدًا للمصابين، بعملهم الإنساني.
السفارة يد رحيمة
تشيد “العوامي” وزوجها بدور السفارة السعودية في لبنان مع رعاياها هنا، مؤكدةً أنهما بعد تواصلهما فورًا مع السفارة حظيا بالتجاوب والتعاون بصورة كبيرة، مضيفةً: “ليس ذلك فحسب، بل سألونا إذا كانت لدينا نية الإجلاء سيتم ترتيب ذلك بسرعة، إلا أنني في آخر سنة من التخصص لذا فضلت أن أكمل مشواري ثم أعود لأهلي ووطني”.