“رواية ساخرة تتخذ من الإمتاع سبيلًا، تقدم في قالب أقرب للفانتازيا الخيالية، ما يمكن أن يوصف بمأساة التفاهة في عصرنا؛ من هنا جاءت الحبكة الدرامية، عبر أحداثها، وتسلسلها، وصولًا إلى النهاية الصادمة، فإن القارئ حين يبدأ قراءتها لن يتوقف عن الضحك والابتسام، إلا عندما ينتهي من الصفحة الأخيرة، ويغلقها، وبعدها سوف يستعيد مشاهدها وأحداثها، ويفكر في شخصياتها وأفكارها، وربما يصدم من النتائج، التي ستأتي إلى رأسه”.
بهذه الكلمات تحدث الكاتب محمد الحميدي، لـ«القطيف اليوم» عن روايته الثالثة، التي حملت عنوان “أتوضأ نصري وأنهزم”، الصادرة عن دار إي كتب، ومقرها الولايات المتحدة، ومطبوعاتها، توزع عبر أمزون، في 198 صفحة.
ثقافة التفاهة
وبيّن أن روايته، تأتي على مستوى الكتابة، بلغة مختلفة، وأحداث غير متوقعة، حيث تطرح أسئلة مهمة على الوعي العربي، وتدخل إلى أعمق المشكلات، التي يعانيها وأبرزها سطوة الإعلام، وهيمنته، وكيفية تأثيره على العقل، واتخاذه رهينة، يستطيع التلاعب بها، كيفما يشاء.
وقال: “يمكن ملاحظة ذلك، عبر الأحداث والأحاديث، التي تجري بين صفحاتها، حيث توجد شخصية “شريف”، الذي يستعين بالإعلام، كي ينشر ثقافة التفاهة”.
وأكد أن الأحداث والأشخاص ليست حقيقية، كون نافذتها من نسج الخيال، ولكنها من الممكن أن تحدث، مشيرًا إلى أن التنبؤ بالمستقبل والأحداث، هي ميزتها الأساسية.
السخرية والشهرة
وذكر أن الرواية تحتوي على الكثير من المشاهد الصادمة، وغير المتوقعة، وتحاول التعمق داخل النفس البشرية، والبحث عن الرغبات الكامنة والدفينة، فتحاول إبرازها للقارئ.
وبيّن كيف أنها تسير عبر اتجاهات خاطئة، ولا يمكن غالبًا التنبؤ بها، وهو ما يدفعه إلى الشعور بعبثية المشاهد، وأنها بنيت على أساس السخرية المرة من الواقع المعيش، منوهًا بقوله: “فإذا كان حب الثراء والشهرة، هو الذي يقود الرواية من بدايتها لنهايتها، فإن النتيجة تكون الانتحار، فالرغبة في الحياة، تنتهي إذا فقد الإنسان أمواله، وعاد صفر اليدين، وتكون أحلامه قد تبخرت واحترقت”.
وأضاف: “في النهاية الإنسان، هو أحلامه الضائعة، والمنتظرة، التي يريد تحقيقها، وإذا فقدها لا يصبح لوجوده أي معنى”.
وفي ختام حديثه، نوه بأن ثمة تغيرات كبيرة، تحصل في عالمنا، مبينًا مدى هشاشته، واحتمالية تغييره، وهو ما يقود إلى أن الأحداث الجارية داخل الرواية، تتقاطع بشكل من الأشكال، مع هذا العالم المتقلب، والمتغير، ومن المحتمل أن يتحول الخيال ذات يوم إلى حقيقة مشاهدة، وهو ما تؤكده الرواية، مضيفًا: “إن الرواية رهان أضعه أمام القارئ، وأترك الحكم الأخير بين يديه ورأسه” -الرواية (اضغط هنا)-.