بعد نصف قرن من إصدار «شعراء القطيف».. طبعة ثانية ترى النور لمؤلَّف الراحل المرهون

طُبع لسماحة العلامة الشيخ علي المرهون الراحل الطبعة الثانية لكتابه “شعراء القطيف” الذي أصدر وطبع أول مرة في مطبعة النجف عام ١٣٨٥هـ، وهو يعد الأول من موضوعه، وقد نفذ منذ أمد بعيد حيث إن الشيخ لم يعاود طبعه مرة أخرى في ذلك الوقت.

وراجع الطبعة الثانية الشاعر السيد عدنان العوامي والشيخ مصطفى آل مرهون، وأصدرتها شركة دار المصطفى لإحياء التراث بعد التنقيح والتدقيق وقد اكتفت المراجعة بتصحيح الأخطاء المطبعية والتنبيه على الخطأ في نص الشاعر، كما تم إكمال النقص الموجود في بعض القصائد.

وقسم المؤلف كتابه إلى قسمين، سلط القسم الأول الضوء على “شعراء القطيف من الماضين”، وقد رتبه على حسب وفياتهم من الأقدم، فيما ركز القسم الثاني الحديث حول “شعراء القطيف المعاصرين” – الذين الآن في سنة ٢٠٢٠ أصبح غالبهم من الماضين – ورتبه على حسب المواليد، واسماه “شعراء القطيف قديماً وحديثاً” وجعله خاصاً بالشعر المكتوب في أهل البيت (ع).

وأسبق المؤلف الحديث حول الشعراء في كتابه بمقدمة تتحدث حول القطيف بإيجاز عن التاريخ، والموقع، والحدود، والسطح، والمناخ، والمساحة، وعدد السكان، وأعمالهم، والزراعة وحركة العمران والعلم والأدب والثقافة.

وقد حفظ هذا الكتاب تراثاً قطيفياً لولا بركة جهود مؤلفه لضاعت فيما ضاع من التراث العلمي والأدبي، حيث وثق في كتابه موجزاً عن حياة أكثر من ٨٠ شاعراً من القطيف في أكثر من ٢٠٠ قصيدة كلها في أهل بيت النبوة عليهم السلام.

وقال الشيخ المرهون – رحمه الله – في كلمة المؤلف المدرجة في كتابه متأسفاً على تراث قصائد شعراء القطيف: “كثير من قصائدهم لا نكاد نعرفها إلا من أواخرها إذا كانت تحمل اسم ناظمها، كأنهم يختشون حتى من ذكر أسمائهم؛ الأمر الذي أوجب الخمول والذهول؛ مما ترك البلاد بين مجموعة نسياً منسياً”.

الجدير بالذكر أن الشيخ رحمه الله له اهتمام مبكر بالعلم وقد سعى لتحقيق وسائله وهو أول من طالب بفتح حوزة علمية بالقطيف، وقد حث على الكد والتعب والبحث والتنقيب للحصول على ما يريده الإنسان سواء كان في العلم أو العمل وأشار في كتابه إلى ذلك حيث قال: “نرى المجدين والكادحين ينتجون الشيء الكثير النافع لهم ولغيرهم، وقد لا يموتون بما خلدوا من أعمال صالحة فلا يزال ذكرهم يعطر الأندية وكلٌ بحسبه فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائمُ، ومهما تكن من صعوبات، فالإقدام عليها يهونها”.


error: المحتوي محمي