لا ننسى ونحن في غمرة الفرح بالعيد وإن كانت مجروحة أن نقدم تحية تقدير وإجلال وإكبار، وتهنئة خالصة صادقة من القلوب بعيد الأضحى المبارك لمن يسهرون ويتعبون في الصفوف الأولى من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات وجميع العاملين لأجل راحة المواطن والسهر على سلامته ومتابعة حالات المرضى وغير المرضى.. تحية لهؤلاء البعيدين عن أهليهم وذويهم وفلذات أكبادهم والمحرومين من مشاركتهم الفرحة بالعيد ومعانقة الأحبة تحت سقوف المحبة.
قلوبنا معكم أيها الأبطال ونشد على أياديكم وسواعدكم وندعوا لكم بالحفظ والسلامة وأنتم ما زلتم تخوضون هذه المعركة الضارية الطويلة من بدايتها ومازلتم بكامل صبر وقوة تحمل رغم علمكم بتوابعها، إنها معركة تضحية ونزال وجهاد أنتم فيه منتصرون إن شاء الله تعالى وفائزون دنيا وآخرة بحوله وقوته نسأله عز وجل أن يحفظكم ويحميكم ويعيدكم لذويكم سالمين لسالمين يا رب العالمين.
تحية ومحبة وباقات زهور ودعاء خالص لجميع المرضى فوق أسرة المستشفيات وخاصة مرضى هذا الداء الأسود والذي لا يزال ينهش فينا، ونسأله تعالى أن يمن عليهم بالصحة والشفاء وأن يكشفه عن عباده جميعاً قريباً قريباً.
وتحية وتقدير وتهنئة بالعيد أيضاً لأولئك المصابين الملتزمين بالحجر في الفنادق وكذلك الذين حجروا على أنفسهم في منازلهم حتى يطيبوا من المرض، وإن كانوا أخف حالاً من غيرهم كونهم بين أهاليهم رغم انعزالهم عنهم.
وتهنئة حارة أخرى بالعيد وهمسة صادقة ونصيحة من القلب للذين يعلمون بإصابتهم بعد الكشف عليهم ويتجاهلون الالتزام إما غفلة أو عناداً أو عدم اكتراث خاصة الأحبة الشباب ظناً أنهم يستطيعون مقاومة المرض، وكذلك أولئك الذين يوكلون الأمر برمته لله عز وجل طمعاً بلطفه ونزول رحمته عليهم دون أن يتخذوا وقاية صريحة من المرض، نقول لهم ونعم بالله وهو الأمر الحسن والجميل، ونعم بالله والحمد والشكر له ولكن ليس بعيداً عن اتباع التعليمات والعمل بالمحاذير، فتلك مجازفة غير محسوبة وهي بمثابة إلقاء النفس في المهالك وهنا يكون الاتكال عليه سبحانه ناقصاً ولن يفي للسلامة دون عمل فعلي لذلك وهو أمر ينافي العقل ويجافي المنطق.
علينا ألا نركن لمسلمات تنسجها مخيلاتنا لنقنع أنفسنا أنه لن يطالنا السوء مادام الله حامينا مهما فعلنا بأنفسنا وكأن الذين أصابهم الداء وقضى على الكثير أحبة وأعزاء علينا لم يكونوا مؤمنين بحماية الرب جل في علاه منا سبب ابتلائهم.
الوقاية والحذر والحيطة أولاً، والاتكال عليه أولاً وأخيراً بلا شك، وهو ما يعني أن نبذل ما نستطيع لحماية أنفسنا ترادفاً مع الدعاء والتوجه له سبحانه بكشف الكرب والحماية منه، فالداء لا يزال يحوم حولنا يبحث عن الأضحيات، إذاً البقاء على الحذر لازم، وألا نركن للتسليم بانحسار ونحن نراقب انخفاض أرقام المصابين، فلربما نتفاجأ بارتفاع الحصيلة لا سمح الله لسبب أو لآخر وخاصة من الاختلاط والذي نخشاه كثيراً فهو سبب رئيس في تفاوت الإصابات بين الانخفاض والارتفاع دون ثبات على وتيرة واحدة.
لن يهدأ الحال إلا بانحسار الوباء تماماً وأن يعلن ذلك محلياً وإقليمياً ودولياً وحتى تلك اللحظة علينا تحمل مسؤولية الحفاظ على أنفسنا وأهلينا دون غفلة أو تغافل فهذا المرض لا ندري من أين وكيف ومتى يصل ويصيب، كلها أمور غامضة لا يمكن عمل شيء أمامها سوى ما نقوم به من وقاية مختلفة الأساليب نتفق عليها جميعها ويلزم العمل بها حتى النهاية التي نتمناها قريبة إن شاء الله.