يمر علينا هذا العيد المبارك وهذه الأيام العظيمة والعالم -الذي نحن جزء منه – يعيش مختلف النوازل والأزمات، إننا مطالبون بإبقاء جذوة الأمل شعلة لا تنطفئ، ومنارًا لا يخبو، فهناك أيضًا إنجازات لا ينبغي أن تغيب عن بصيرتنا، وبشائر خير نستشعرها دومًا.
نتسلح في هذا اليوم المبارك وفي كل أيامنا بالأمل نستشعره من بين جوانبنا ومن كل ما تقع عليه أعيننا أو أسماعنا أو نستشعره بأي من حواسنا، كي نعيد إنتاجه وقودًا وقوة تساعدنا على التغلب على المصاعب وإعادة تدويرها لتنتج لنا المعرفة ونشارك في تحقيق ما ينفع الناس.
صانعو الأمل هم مشاعل الخير على الأرض، وعلامات الهدى التي غُرست فيها، والظل الذي يتفيأه السائر في درب الإنجاز، فصوتهم بلسم للوجدان ورؤيتهم غذاء للروح، وبهم تحلو وتتجدد الحياة، على أكتافهم العريضة تُلقى الهموم لتتحول إلى عنفوان نابض وقبسات تنير الدرب.
لنصافح بعضنا البعض بالأمل ليكون عنوانًا لنا وبيرقًا تتداوله الأيدي وتلهج به الألسن وتستشعره الأفئدة وتتدبره الألباب، مصافحة تنتزع كل قواميس اليأس والإحباط البالية لنساعد بعضنا على إزالتها من العقول والقلوب معًا.
كثيرون فشلوا في محاولاتهم اقتناء سلاح الأمل فعاشوا حياة ناقصة ليس فيها قدر مناسب من السعادة، حتى بل لم يروا فيها ما يستحق الحياة، فتساوى لديهم الليل والنهار والحياة والممات، فمتى ما حصلت عليها فلا تدع أحدًا ينزع منك سلاح الأمل فتقعد ملومًا محسورا.
بالأمل تختمر جذوة العنفوان لتكون المسار كي يتحول أفعالًا كاملة الإنجاز لا ناقصة ولا معتلة ولا جوفاء، وبالأمل نضمن جودة الحياة التي ننطلق منها لصناعة المستقبل.
كلنا أمل بظهور أمل هذه الأمة الذي يملؤها قسطًا وعدلًا حتى لا يستخفي شيء من الحق مخافة أحد من الخلق، كلنا أمل بحجم السماء وعرض الأرض.
نراكم بأمل يجلو كل موبيقات اليأس، وأبارك للجميع عيد الأضحى المبارك وكل عام وأنتم بصحة وسلام وأمل وإنجاز.