عشق التراث، فمازج بين الماضي والحاضر، وحرك أنامله ليرسم عشقه ويحوله إلى لوحتين تشكيليتين مستعينًا فيهما ببعض الالتقاطات الفوتوغرافية لفوتوغرافيي المنطقة، مستخلصًا من التقاطاتهم مصدر إلهامه لينهي لوحاته الفنية؛ بعد أن استخدم الرمزية تارة والتعبيرية تارة أخرى وجمع بينهما تارة أخيرة.
وأظهر الفنان التشكيلي باسم آل قاسم في لوحتيه تفاصيل التراث، برؤيته الخاصة، بعد أن اختطف من كل فوتوغرافي استعان به، لمحةً تخصه في إحدى التقاطاته، محركًا فرشاته لتكتب صورة مرسومة لذلك الماضي الجميل.
انتظار وذكريات الأم!
استعان آل قاسم في لوحته الأولى التي حملت عنوان “انتظار”، بصور من تصوير الفوتوغرافي عبد الله القصاب، وعن تلك اللوحة قال لـ «القطيف اليوم»: “هذه اللوحة قمت برسمها وبدون استعداد، حيث تزامنت مع يوم الأم قبل أن أنهيها”، مضيفًا: “لطالما كان بيت القرآن الذهبي يحمل في داخلي ذكريات جميلة، كوني دائمًا ما أرى أمي تضعه في المناسبات السعيدة، حيث ارتبط وجوده بالنسبة لي بوجودها”.
وتابع “آل قاسم” بقوله: “في اللوحة تجد فتاة تترقب أو تنتظر، أو قد تكون فتحت الباب لطارق طرقه، والمفاجأة أنه البلبل وهو الذي ارتبط حبه لجماله وصوته بهذه الأرض القطيف، وتظهر اللوحة وهو يقوم بحمل بيت القرآن والأصعب أنه يحمله بعد إدخاله من حلقة الباب”.
بيت القرآن والفتاة والدار!
ولأن الصورة غير واقعية وإنما رمزية، أوضح “آل قاسم” أن هذه اللوحة “أقصد فيها التمسك والارتباط وانعقاد الأمل، والطير هو البشير الذي يحمل الأمل، وبيت القرآن أرمز فيه للأم”، وأردف أنه “وبعد أن عرضت اللوحة وجدت الكثيرين في هذه الأرض ارتبط عندهم بيت القرآن بأمهاتهم، والأرض أيضًا هي الأم والفتاة طبعًا لرقتها وعفتها وحشمتها، فضلتها علی أن تكون ولدًا، والدار هي المأوى والمكان الآمن، والباب هو الحصن”.
الفانوس به تجلو العتمة
أما اللوحة الثانية؛ يقول “آل قاسم”: “ارتبط عندي الفانوس بالتراث، مع أنه ليس من صنع أهل المنطقة، إلا أنه يظل يحمل اسم فانوس أو سراج، به تجلو العتمة، كرب المنزل أو العلم النافع، لأنه مصدر من مصادر النور”، وتابع: “ارتبط عندي الفانوس بوجوده في منزلنا واهتمام الوالد بع حتى وإن كان خاليًا من الجاز وغير مستعمل”.
فانوسٌ مكسور تستوطنه الطيور
وذكر: “في هذا العمل يظهر أن الفانوس مكسور ومهجور وقد استوطنته الطيور، والعصافير هنا في حال اطمئنان وكأن الصورة التقطت بعد استفاقة”، وعن العصافير؛ أوضح أن “هذه العصافير الدورية من أحب الطيور على قلبي لوجود ذكريات كثيرة في حياتي تتعلق بها”.
مصورون فوتوغرافيون في العمل
استخدم الفنان التشكيلي “آل قاسم” في عمله 3 مصورين فوتوغرافيين وهم: الفنان السيد علوي العباس، والفنان علي الأمرد، والفنان عبد الله القصاب، حيث قال: “كما العادة بعد تبلور الفكرة أنظر للصور المناسبة ومنها الفانوس وبعدها الطيور، ثم حصلت على الصور المناسبة من كل واحد فيهم، منها تشريف لي ولعملي بالأخذ من التقاطات أشخاص أعزاء علی قلبي، ومنها اكتمال للفكرة، مع أن فضاء الإنترنت واسع والصور لا تعد، والإخوان مشكورين تجاوبوا وبكل استعداد في تقديم الأذن لي باستخدامها كيفما شئت”.
جدير بالذكر أن الفنان التشكيلي باسم حسن آل قاسم، والذي ينحدر من بلدة الخويلدية بمحافظة القطيف، لم يلتحق بأية دورة، حيث بدأ عشقه للفن منذ طفولته، واهتم أكثر بالرسم بالألوان الزيتية، إلى أن انتقلت بصمته للرسم الرقمي، كما أنه لم يشارك في أية مسابقة فنية، وجعل برامج التواصل الاجتماعي معرضه الفني.
اللوحة الأولى
اللوحة الثانية