القطيف والأحساء تحاصران يافا وتقتحمان دمشق والأخيرة تدفع 300 ألف دينار سنويًا وإلا السيف

بعيدًا عن معتقداتهم وبعيدًا عما كتبه التاريخ عنهم وبعيدًا عن ماذا يريدون وعن كل ما سطرته أقلام المؤرخين من الأولين والآخرين عنهما إنها خارطة توزيع القوى على أرض شبه الجزيرة العربية والعراق والشام إنها خارطة توزيع المدن الأقوى في منتصف القرن الرابع الهجري وابن الأثير هذه المرة يحكي لنا  الحكاية ومن الأحساء والقطيف على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية ينطلق القرامطة في 360هـ، في ذي القعدة وصل القرامطة إلى دمشق فملكوها وقتلوا جعفر بن فلاح، وسبب ذلك أنهم لما بلغهم استيلاء جعفر بن فلاح على الشام أهمّهم وأزعجهم وقلقوا لأنهم كان قد تقرر بينهم وبين ابن طغج أن يحمل إليهم كل سنة ثلاثمائة ألف دينار فلما ملكها جعفر علموا أن المال بفوتهم فعزموا على قصد الشام وصاحبهم حينئذ الحسين بن أحمد بن بهرام القرمطي (الحسن الأعصم).

وبلغ خبرهم إلى جعفر بن فلاح فاستهان بهم ولم يحترز منهم فلم يشعر بهم حتى كبسوه بظاهر دمشق وقتلوه وأخذوا ماله وسلاحه ودوابه وملكوا دمشق وأمنوا أهلها وساروا إلى الرملة واستولوا على جميع ما بينهما.

فلما سمع من بها من المغاربة خبرهم ساروا عنها إلى يافا فتحصنوا بها وملك القرامطة الرملة وساروا إلى مصر وتركوا على يافا من يحاصرها فلما وصلوا إلى مصر اجتمع معهم خلق كثير من العرب والجند والإخشيدية والكافورية فاجتمعوا بعين شمس عند مصر واجتمع عساكر جوهر وخرجوا إليهم فاقتتلوا غير مرة، وكان الظفر في جميع تلك الأيام للقرامطة ولما حاصروا يافا حصارًا شديدًا وضيقوا على من بها فسير جوهر من مصر نجدة إلى أصحابه المحاصرين بيافا ومعهم ميرة في خمسة عشر مركباً، فأرسل القرامطة مراكبهم إليها فأخذوا مراكب جوهر ولم ينج منها غير مركبين فغنمهما مراكب الروم.

وفي تعريفه صالح بن عمير العقيلي قال الصفدي في الوافي بالوفيات ج 16 والذهبي في تاريخ الإسلام ج 26 صالح بن عمير العقيلي الأمير ولي دمشق نيابة للحسن بن عبد الله بن طغج سنة سبع وخمسين حين انهزم عنها فنك الكافوري فبعث إليه شيوخ دمشق وهو يومئذ متولي حوران فجاءهم وضبط البلد وبعد أيام غلب على الشام الحسن بن أحمد القرمطي واختفى صالح وولي وشاحًا من جهة القرامطة فلما رجع القرمطي إلى الأحساء رجع صالح إلى دمشق وتعصب معه شباب دمشق وأخرجوا وشاحًا وتوفى صالح بنوى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

هكذا تكون الأحساء والقطيف من القوة بمكان أن جيوش القرامطة تصل إلى عقر دمشق وتحاصر مدن فلسطين وتدخل مصر هكذا كانت خارطة توزيع القوى في منتصف القرن الرابع الهجري.



error: المحتوي محمي