كشف برنامج “شذى من علماء القطيف” الستار في حلقته الثانية عن حياة العلامة الحجة المجتهد الشيخ علي الجشي، الذي ولد في القطيف سنة ١٨٧٩م وتوفى سنة ١٩٥٧ عن عمر ناهز الـ٧٨ عامًا في مدينة الظهران.
وتحدث ضيف البرنامج علي الشيخ عن حياة العلامة الجشي، موضحًا أنه درس المقدمات في الحوزة على يد الشيخ حسن البدر والسيد ماجد العوامي والشيخ علي النهاش، رحمهم الله، ثم هاجر إلى العراق عام ١٣١٦ ودرس على يد جملة من أصحاب الفضيلة.
حياته في الهجرة
وبين “الشيخ” أن العلامة الجشي كان يحث دائمًا على التعلم، ويكثر من ترديد عبارة “طالب العلم كالباحث عن الضالة إذا وجدها أخذها”، ويكرر من ذكر الحديث الشريف المروي عن الإمام علي (ع) “منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال”، وقد استمر في رحلة طلب العلم مدة ٣٠ سنة بين ذهاب وإياب من القطيف وإلى العراق.
كما أنه تنقل داخل العراق أثناء طلب العلم، حيث درس في كربلاء على يد الشيخ عبد الله معتوق، والسيد أبو القاسم التبريزي، والسيد إسماعيل الصدر، والسيد عبد الهادي الأصفهاني.
وفي عام ١٣٢١هـ ذهب إلى النجف وتتلمذ على يد الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي والشيخ عبد الله المعتوق، ثم انتقل إلى الكاظمية ليحضر عند السيد مهدي الراياتي، والشيخ عبد الحسن البغدادي، ومن ثم عاد إلى النجف ليدرس عند الاخوند، وهناك تتلمذ على يد المرجع الديني السيد محسن الحكيم ولازمه ملازمة تامة، وقد نال إجازة الاجتهاد من السيد الحكيم، حيث أعطاه شهادتين، وقد تصدى لمنصب القضاء عند عودته إلى القطيف.
مؤلفاته
للعلامة الجشي عدة مؤلفات شعرية وعقائدية منها؛ منظومة كفاية الأصول، والشواهد المنبرية والروضة العلية، وديوان شعر يحوي أكثر من ثمانية آلاف بيت، والأنوار في العقائد، ومنظومة في التوحيد، إضافة إلى كتاب “أجوبة مسائل مختلفة”.
تلامذته
تتلمذ على يد الشيخ الجشي عدة من علماء القطيف منهم؛ الشيخ العلامة منصور البيات، والشيخ طاهر البدر، والشيخ عبد الحميد الخطي، والشيخ ميرزا البريكي، والشيخ فرج العمران، رحمهم الله.
شعره
يعد سماحته من الشعراء البارزين في المنطقة وله دواوين عدة، ومن أبرز قصائده التي يترنم بها الخطباء في المحافل هي قصيدته في مناسبة ولادة الرسول الأعظم (ص):
يا علة الإيجاد يا
سر المهيمن يا محمد
لولاك ما عرف الإله
ولم يوحده موحد
قد فقت كل الأنبيا
علمًا وحلمًا ثم سؤد
ولك الأيادي الوافرات
عليهم في كل مشهد
يا من له الخلق العظيم
وربنا في الذكر أكد
وحبيبه دون الورى
وبكل فضل أنت مفرد
يا من رقى فوق البراق
إلى السما والكل يشهد
فأتى الندا من ذي الجلال
بأن تدنى يا ممجد
وبدا السلام عليك بالتسليم
ذا الفخر المؤبد
ووطأت موضع لم يكن
خلق هناك سواك يصعد
وحباك من أوصافه
منحًا علت عن أن تحدد
أنت الرسول المصطفى
ووصيك الهادي المسدد
باب المدينة من أتى
مسترشدًا للباب يرشد
هو باب فضل لم يخب
من أمه في كل مقصد
فهو الأمين على الهدى
وولي من للخلق أوجد