وضع أهدافه أمام ناظريه فكانت صورته وملامح جسمه في كفة والتحدي وتصميم حياة مختلفة في كفة أخرى، مضى بهدفه مكرسًا عاداته وسلوكياته للوصول لنقطة معينة، وعزيمة مغايرة عما مضى، فكانت أنظمته وأنماط معيشته الحديثة سلاحًا قويًا لصد أي تراجع وانسحاب،
سار برفقة إرادته متجهًا لتحقيق مطلب كفيل بانقلاب جذري في حياته، ومضت أيام وشهور وسنوات والهدف ذاته فبات قريبًا جدًا من مراده إلى أن تحقق وبالطريقة المخطط لها ولربما بنجاح أكبر من المتوقع فالنتيجة ملفتة جدًا محدثة صدى كبيرًا لجميع من حوله، “عبدالله حسين الحي” من المنجزين في مدينة صفوى فبإرادته وعزيمته وإصراره غيّر نمط حياته وأحدث انقلابًا كليًا في مظهره فبعد أن كان بوزن ١٤٧ كيلو أصبح بوزن ٧٧ كيلو في غضون ٥ سنوات.
حمية عشوائية
سرد بداية انسياقه لأنظمة الحمية العشوائية دون وجود خبرة ودراية كافية والاقتصار على أخذ تلك الأنظمة عبر شبكة الإنترنت وتطبيقها بشكل جامد وصارم لمدة معينة مشيرًا إلى سرعة تراجعه وتناوله الوجبات بشكل غير نظامي.
ويقول الحي: “في البدء وعندما كنت بوزن ١٢٠ كيلو كان حلمي أن يكون وزني برقمين فقط دون وجود رقم ثالث بينهما وبالفعل وبعد اتباعي لأنظمة غير صحيحة وصلت لوزن ١٠٥ كيلو ثم شعرت بالملل والضجر من التقيد والالتزام في نظام الأكل فعدت لحياتي الطبيعية كالسابق تمامًا إلى أن أصبح وزني ١٤٧ كيلو، مشيرًا إلى أن وزنه الزائد ناجم عن قلة الحركة والأكل الزائد غير الصحي”.
كلمات لها أثر
وذكر تأثره بالكلمات الجارحة التي كانت تعتري طريقه مولدة شعورًا سيئًا نجم عنه ضعف ثقته بنفسه رغم إحساسه الداخلي بأنه يستحق تلك الكلمات لافتًا لنظرته الشخصية عند اقتنائه الملابس وتردده في شراء الملابس الثمنية جراء شعوره بأن جسمه غير مناسب.
موقف وعزيمة
وكشف عن الحدث الذي أثر على حياته وكان سببًا رئيسيًا في المجرى الجديد لها أثناء وجوده في مدينة ملاهٍ بماليزيا وصعوده إحدى الألعاب ونزوله منها مباشرة لعدم انغلاق حزام الأمان بسبب وزنه العالي.
واعتبر لحظة نزوله من اللعبة بداية عزمه على أن تكون نقطة تحول في حياته ليصبح وكأنه مولود للتو بعادات وسلوكيات وأنظمة حياتية جديدة.
بداية فعلية
قرر الحي وبالتحديد في عام ٢٠١٢م تغيير نمط حياته والاكتفاء بالأكل الصحي المعد في المنزل، مشددًا على كمية الأكل تحت ظلال قاعدة الأكل الحقيقي بكميات معتدلة، لافتًا إلى تناوله وجبتين وقت العشاء في السابق لتصبح بإرادته وعزيمته وجبة واحدة إلى أن اكتفى مع مرور الأيام بنصف وجبة، مشيرًا لتدرجه في التقليل من السكريات في الأسبوع الأول ثم استبدال الأكل المقلي بالأكل المشوي في الأسبوع الثاني، وهكذا في كل أسبوع يسلط الضوء على عادة أكل سيئة يمحيها بعادة صحية جيدة، مشيرًا إلى تعدد الأنظمة التي اتبعها خلال سنوات التحدي للوصول إلى ما وصل إليه الآن.
وتحدث عن تعدد الأنظمة التي اتبعها بينها نظام الكارب ونظام الصيام المتقطع ونظام السعرات ونظام الماكروز، وأرجع عدم إقدامه على عمليات جراحية والتخلص من السمنة بسرعة لوجود تجارب انتهت بالفشل عند البعض نتيجة خضوعهم لعمليات تكميم، مشيرًا لعدم رغبته اتباع النظام المحدد بعد انتهاء العملية بتناول أكل بكمية قليلة جدًا – على حد قوله.
وتابع: “لست مستعدًا للعيش ستة أشهر على أكل عصافير وشعور بالغثيان وترهلات جسم ملحوظة ولدي على قناعتي التامة بأن الله سبحانه وتعالى خلق النظام البشري بإحكام فكيف للإنسان تغيير ذلك النظام بإجراء العمليات.
تمرين مكثف
وأشار إلى ازدياد ساعات التمرين اليومية فبعد أن كانت نصف ساعة أثناء دوامه أضاف نصف ساعة أخرى بعد انتهاء وقت الدوام إلى أن أصبح التمرين لمدة ساعتين يوميًا بمعدل ست مرات في الأسبوع، لافتًا إلى قيامه بعده تمارين مبتدئًا بمقاومة ثم جري وقيادة دراجة ويوغا مختتما ومستقرًا بكروسفت والتي تعتبر تمارين وظيفية بشدة عالية إضافة لكونها خليطًا بين ثلاث رياضات وهي الجمباز والكارديو ورفع الأثقال.
وكانت كلمات التشجيع والتحفيز تنهال عليه من كل جانب فتضاعف شعور التحدي لديه وأمده بقوة وعزيمة أكبر، مبينًا أن الهدف في البداية كان رقمًا فأصبح بعد ذلك شكلًا ثم لياقة وصحة.
فقدان وزن ملحوظ
أحس الحي بالتغير الملفت في وزنه مما دفعه للاستمرار، مشيرًا إلى تناسب نظام الحمية الجديد مع وضعه كموظف، حيث قال: “كنت أمارس التمارين الرياضية وقت الاستراحة وأنا على رأس العمل وبالتحديد وقت وجبة الغداء داخل الصالة الرياضية التابعة لمقر عملي”.
وحول سؤاله عما إذا كان يعاني من السمنة منذ صغره قال: “كنت بجسم معتدل يميل للسمنة بعض الشيء ولكن بعد وصولي للعشرين رافقتني السمنة المفرطة”.
وعن مدى نزول وزنه في الشهر الواحد قال: “في البداية كنت أنقص كيلوجرامًا واحدًا أو اثنين أو ثلاثة ثم أصبح النقص بمقدار كيلوجرامًا واحدًا”، منوهًا إلى مرور أشهر يثبت فيها الوزن ومؤكدًا أن ذلك أمر طبيعي.
وأشار إلى الصعوبة التي واجهته نتيجة إصابة عمل تعرض لها في يده اليسرى مما أثر بشكل كبير جدًا عليه حيث أصبح لا يستطيع إغلاق يده بشكل كامل ولكنه لم يعط تلك الإصابة فرصة لتكون عائقًا في مواصلة طريقه بل تعايش مع الوضع كما لو كان طبيعيًا.
أنظمة غذائية
وتطرق للحديث عن الأنظمة الغذائية، منوها بأن لكل نظام أكثر من مبدأ، وأنه يوجد عامل مشترك بين تلك الأنظمة كالتالي: (الطاقة المدخلة = الطاقة المخرجة والنتيجة وزن ثابت، الطاقة المدخلة أقل من الطاقة المخرجة والنتيجة نزول بالوزن، الطاقة المدخلة أعلى من الطاقة المخرجة النتيجة زيادة بالوزن).
دورات ثقافية
وأشاد بالدورات العديدة التي سجل فيها لزيادة حصيلة معلوماته عن التغذية والرياضة فكانت بالغة الأثر عليه، متضمنة دورة التغذية الرياضية من الاتحاد السعودي، ودورة المدرب الرياضي المستوى الأول والثاني من الجمعية السويدية، ودورة تدريب كروسفت المستوى الأول والثاني، إضافة لدورة جمباز ودورات كثيرة من الويببنارز عن التغذية والرياضة والتدريب.
مشاركات وبطولات
وذكر أنه شارك في سباق سبارتن عام ٢٠١٧ كفريق وحققوا المركز الأول على مستوى الفرق، كما شارك كفريق في آخر بطولة كروسفت والتي كانت بمشاركة فرق أجنبية وحققوا المركز السابع، إضافة لتحقيقه المركز الرابع في بطولة كروسوفت البحرين عام ٢٠١٩م، إلى جانب تحقيقه المركز الـ٢٠ من أصل ٦٥ مشاركًا متأهلين بنظام التصفيات في بطولة العام الماضي والتي كانت محصورة للسعوديين فقط.
وأشار إلى أنه في الوقت الحالي وبصفته مدرب ولاعب كروسفت يشارك سنويًا في ثلاث بطولات إقليمية وواحدة داخلية إضافة لتصفيات العالم السنوية.
مدرب كروسفت
الحي لفتت خبرته العالية وشهادة التدريب الحاصل عليها كمدرب كروسفت جميع المحيطين به فعرض عليه أحد الأصدقاء أن يعمل كمدرب في إحدى الصالات وبالفعل انضم للصالة التي مازال يعمل فيها إلى الآن، فقدم الكثير من البرامج التي كان لها صدى إيجابي كبير من قبل الجميع متمثلة في البرامج الرياضية لرفع اللياقة وخسارة الوزن بطريقة شيقة وممتعة للفئة العمرية ٧-١٢ سنة، ومن ١٣-١٧ سنة، إضافة إلى المحاضرة الرياضية المنزلية على الحساب الخاص بقناة مشكاة للتنمية البشرية، كما قدم ندوة التغذية في رمضان المقامة في الصالة الرياضية سي ستيشن وغيرها من الدورات تحت مسمى الطريق الأمثل للصحة واللياقة، وكذلك قدم ندوة بعنوان من سمين إلى رياضي.
نقل التجربة
وعبر عن رغبته الجامحة في نقل تجربته للناس لاسيما بعد حصوله على شهادة مدرب كروسفت ومشاركته في الكثير من الدورات إضافة للحصيلة المعلوماتية العالية التي اكتسبها خلال قراءته المستمرة لكل ما يتعلق بمجال التغذية السليمة والرياضة، فمن ذلك المنطلق قام بإنشاء قناة في اليوتيوب لعرض تجربته الشخصية وإيصال كم وفير من المعلومات للجميع، إلى جانب فتح حسابه الخاص في تطبيق الإنستجرام لكي يستفيد أكبر عدد من المتابعين، وقام بتنشيط الحساب بعمل تحدٍ أطلق عليه تحدي الحي لمدة ٨ أسابيع شارك فيه ٨٠ شخصًا من كل مكان مشيرًا للنتائج الرائعة التي حصل عليها المتابعون بعد مشاركتهم التحدي.
وبالنسبة لمقدار فقدان الوزن الذي أحدث انقلابًا في حياة الحي قال خلال حديثه «القطيف اليوم»: “فقدت من وزني السابق ٧٠ كيلو خلال ٣ سنوات، ومنذ ٥ سنوات وأنا محافظ على وزني في مستوى معين أنقص وأزيد كيلوجرامًا واحدًا أو اثنين أو ثلاثة فقط”.
وشدد على ضرورة أن يكون الهدف من تطبيق أي نظام حمية هو الصحة بالمرتبة الأولى ثم الوزن، مؤكدًا على أهمية اتباع نظام متوازن بين التغذية والرياضة والاستمرار عليه كنمط حياة.
ونوه إلى أنه ليس من الضروري الالتزام بأي نظام حمية بنسبة ١٠٠٪ فمن المعقول أن يكون ٨٠٪ صحي و٢٠٪ غير صحي لضمان الاستمرارية، منوهًا بأهمية تصحيح المفاهيم الخاطئة للأشخاص الذين يعتقدون أن الحمية شيء صعب لمحدودية الأكلات المسموح بها.
وأشار إلى امتلاكه صالة رياضية نسائية في منطقة سيهات لرغبته في تقديم شيء غير موجود فقال خلال حديثه: نحن الصالة النسائية الوحيدة المصرحة من منظمة كروسفت العالمية في المنطقة فهي شيء جديد ومفهوم مغاير عما هو تقليدي ومتوفر عند الرجال.
أمنية وتطلع
وعبر الحي عن رغبته المستقبلية بإنشاء أكاديمية للأطفال بعد التجربة التي خاضها معهم في البرامج الرياضية لرفع اللياقة وخسارة الوزن وملاحظته سهولة تدريبهم من الناحية التكنيكية بحكم مرونة أجسامهم واستيعابهم الحركات أفضل بكثير من الكبار.
واختتم حديثه بقوله: “أتوجه بالشكر لكل من وقف بجانبي وساندني في جميع أوقاتي الصعبة والسهلة كما أتقدم بالشكر لـ «القطيف اليوم» على منحي فرصة عرض تجربتي الشخصية وأسأل الله أن يعينني لأقدم إفادة لأكبر عدد من المجتمع”.