على منصة صحية تاروت.. الخليفة: في عالم الأجهزة الذكية المجتمع يشارك الأبوين مهمة التربية

حذرت الاختصاصية علياء الخليفة، الحاصلة على ماجستير في الطفولة المبكرة، الأسر من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن المجتمع اليوم في ظل الأجهزة الذكية بات يشارك الأسرة في مهمة التربية.

جاء ذلك في ندوة نظمتها اللجنة الصحية التابعة لجمعية تاروت الخيرية، ضمن برنامج “إيلاف”، يوم الأربعاء ٢٢ يوليو ٢٠٢٠م، عبر منصة “إنستجرام” بعنوان “التربية الرقمية”، والتي أدارتها رؤى أمان، وشارك فيها العديد من المهتمين والمهتمات بالشأن التربوي .

وقالت “الخليفة” إن التربية الرقمية هي نتيجة تأثير التكنولوجيا الحديثة في سلوكيات وأفكار وتوجهات الناشئين الصغار، مشيرة إلى العديد من الأسباب التي تحفز الأطفال على استخدام الأجهزة الذكية، لافتة إلى أن هناك العديد من الأسر في ظل الجائحة تتساءل بقلق عن الطريقة المثلى لقضاء الوقت مع أطفالهم، والذي يتم إهداره غالبا على الإنترنت.

وأوضحت أن من بين الأسباب التي تجعل الطفل يرغب في استعمال الأجهزة الذكية لوقت طويل هو تقليد الكبار والشعور بالاستقلالية والتمكن، منوهة إلى أنه حين يقوم الطفل بضغط الأزرار يشعر بأنه يمكنه أن يقوم بأشياء عديدة في العالم الافتراضي.

وأضافت أن الأجهزة الرقمية في زماننا الحالي كما أن لها سلبيات كثيرة، لها أيضًا إيجابيات مهمة، أبرزها الاطلاع على ثقافات الشعوب المختلفة واكتساب المفيد منها، والتعلم في مجالات كثيرة، ومن بينها كل ما يرتبط بشؤون التربية، وهذا بدوره يمكن أن يساعد الأبوين على تربية أطفالهم تربية سليمة.

وذكرت أن بعض الأسر قد تلجأ لحرمان أطفالها من استخدام الأجهزة الذكية بشكل مطلق، معتقدين أنه الحل الأنسب وهذ اعتقاد خاطئ، مشددة على ضرورة أن يكون لدى الأسر وعي كامل بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، كالتنمر والاستغلال وغيرها.

ووجهت الأسر بتنمية مهارات التعامل مع أطفالهم وفهم دوافع سلوكهم، لأن العالم الافتراضي عالم شاسع ويجب أن تطلع الأسرة على كيفية استخدام أطفالهم لمواقع التواصل ليتمكنوا من وضعهم في المسار الصحيح.

ونبهت إلى أهمية الحوار بين الوالدين والطفل ومشاركته في اتخاذ القرارات، كتحديد قوانين لاستخدام الأجهزة الذكية، ووقت للعب، واتباع طريقة التدرج في إقناع الطفل التي يحددها التربويون، وقد تمتد من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، كما ينبغي إفهامهم بأن الجهاز الرقمي وسيلة وليس غاية، وأنه من الكماليات وليس من الحاجات الملحة.

وأوضحت أنه عندما يختلط الطفل بالمجتمع يكتسب سلوكيات أخرى من الأطفال الآخرين، وهنا يأتي دور المجتمع في التوعية وتثقيف الأطفال عبر برامج تنمي ذواتهم وليس العكس.

وفي ختام الندوة، قدمت “الخليفة” بعض النصائح للأسرة من شأنها إبعاد الأطفال عن الأجهزة الذكية قائلة: “يجب على الوالدين توفير البدائل للأطفال كشراء بعض الألعاب المسلية والمفيدة التي تنمي قدراتهم ومشاركتهم اللعب، إلى جانب تخصيص ركن للقراءة لهم في المنزل وآخر للعب وثالث للتشكيل، والعديد من الأشياء الأخرى المفيدة والبسيطة التي من الممكن ممارستها مع الأطفال أو بمفردهم لتسليتهم وإشغالهم عن الأجهزة الإلكترونية بالقدر الممكن”.


error: المحتوي محمي