استمراراً لأهدافنا في تغيير الذات من أجل حياة سعيدة مخطط لها ضمن رؤية شاملة لتنمية المجتمع، هي مسألة نقد الذات وسأتناولها برؤية مبسطة إن شاء الله.
الفرد بطبعه يسعى دوماً أن يكون ناجحاً في جميع مناحي حياته طوال أيام عمره، ولكن الواقع يفرض نفسه بطريقة أو بأخرى، ويتغير الحال بين يوم وآخر، فيمكن أن تنجح مهنياً وتحرز تقدماً باهراً في أمر ما في مجال العمل، وبعد فترة وجيزة تمر بتجربة غير ناجحة تؤثر عليك سلباً فتشعرك بالحزن والهم، فخلال مسيرة حياتك الاجتماعية أو المهنية فإن الوضع لن يكون على نمط واحد فالتغير سنة الحياة.
والسؤال هنا:
هل استفدت من أخطائك وتجاربك غير الناجحة ولو لمرة واحدة؟ وقمت بتحويلها إلى مكاسب؟ مضافاً إلى أخذ العبرة لتنطلق من جديد، فنحن ندفع ثمن أخطائنا من وقتنا وجهدنا وسمعتنا التراكمية.
من المهم ألا يكون النجاح فقط هو الغاية النهائية للإنسان ولكن تحويل الأخطاء والتجارب غير الناجحة إلى نقاط قوة تكون محفزة للانطلاقة الجديدة.
إن من الممارسات الخاطئة في هذا المجال هو غرس بعض المفاهيم السلبية والتشاؤمية كقول أنا فاشل، أو يستحيل على النجاح أو أن النجاح مكتوب لغيري مما يسبب لك الإحباط والضيق والحزن من الحياة.
إن من أسباب هذا الإحباط هو عدم الثقة في النفس أولاً، وتحميل الآخرين أسباب عدم النجاح وإسقاط الأخطاء عليهم، وكأن كل ما حدث لا علاقة لك به وإنما هو نتاج جهة أخرى تسببت في ذلك.
إن هذه الرؤية تؤدي الى تراكم السلبيات والأخطاء، مما يعيق القدرة على إيجاد الحلول المناسبة للانطلاق نحو أهدافك المخطط لها من جديد.
من المهم أن تسعى أن تكون شخصية واعية ومتوازنة ومعتمدة على الذات بعد الاعتماد على رب العالمين، وأن تستفيد من أخطائك وتحويل الجوانب السلبية منها إلى جوانب إيجابية ونقاط قوة ومكاسب سلوكية تؤدي إلى تصحيح المسار وأن يصبح الخطأ مصدر إلهام بدل أن يكون مصدر إحباط.
إن القدرة على تغيير الأولويات للطريقة الصحيحة في التعامل مع الأخطاء (نقاط الضعف) دون تردد، والثقة بالنفس وقبول النقد البناء قادرة على صنع القرار باستقلالية وذكاء للاستفادة منه في التطوير والنمو للأفضل.