لم يجمعهن الرباط الأسري فقط، بل العمل ضمن فريق واحد، تسع أخوات، كل واحدة منهن داعمة للأخرى عمليًا ومعنويًا، تنتقد عملها بحب، ليصب ذلك في مصلحة تطوير آلية العمل، ليظهر بالصورة الجيدة، عشقن الأشغال اليدوية، وتجربة كل جديد في فن الكروشيه منذ عام 1417هـ.
حميدة جعفر الشرقي، إحدى الأخوات التسعة، المنحدرة من بلدة حلة محيش بمحافظة القطيف، خريجة ثانوية عامة، ذكرت لـ «القطيف اليوم»، أنها بدأت العمل في فن الكروشيه منذ كان عمرها 13عامًا، فتعلمت أساسيات الكروشيه، والتطريز من والدتها، ليكون إلى معلمتها – الاقتصاد المنزلي – ومدرستها حلة محيش الباع الطويل في تشجيعها، ودائمًا تبدي انبهارها من إتقانها للعمل، مما حفزها قدمًا في الاهتمام بإبداع ما تنسج، وابتكار الأفكار النوعية.
وأكدت أن لدعم وتشجيع عائلتها المعروفة بإتقان الأشغال اليدوية بشتى مجالاتها، عظيم الأثر، فوالدتها عرفت بإتقان فن الكروشيه “الليفة”، والتطريز على الملابس، موضحة أنه في بيت العائلة، يتم الاجتماع وعمل حلقة، كل واحدة تعلم الأخرى، لذا لم يحتجن لأخذ دورات في هذا المجال.
محل الورد
تقول عن بداية صناعة الدمى، إن هناك قصة وراء هذا الاتجاه الذي اتبعنه: “قامت أختي بعمل دمية كروشيه، وأخذها إلى محل الورد للتغليف، لإهدائها لزوجة أخينا”.
وأضافت: “انبهر البائع والزبائن الموجودون في المحل بها، وطلب عمل دمية لمحله، فقمت في البداية بمساعدة أختي، ثم تولدت الأفكار لاستغلال موهبتي، فكانت أول دمية لي في بداية شهر رمضان الماضي، وهي عبارة عن دمية بملابس وردية، ومنها انطلقت لصناعة الدمى”.
Lilac-designs
وذكرت أن صفحتهن على “إنستجرام” تم فتحها عام 2016م، باسم lilacs -designs، موضحة أن سعر القطعة يعتمد على التكلفة والحجم، بالإضافة إلى سعر المجهود، موضحة أن البعض من الأخوات امتهن الكروشيه، فأصبحت مصدر رزقه، والبعض لديهن وظائف.
وحول سؤالها عن الوقت الذي يستغرقه العمل، أجابت بأن بعض الأعمال البسيطة تأخذ من يوم إلى يومين، والثقيلة أسبوعين أو ثلاثة، مشيرة لتجربتهن أنواعًا عدة من الخيوط منها؛ الكشميري، والصوف التركي، والخيط القطني والبلاستيك، وخيوط التيشيرت، وحاليًا في تجربة خيوط أليزا ديفا.
12 قطعة
وتضيف: “في فترة الحجر الصحي أنجزنا أكثر من 12 دمية، ومجموعة من ليف الجسم، وبعض الأشياء الفنية الخفيفة، بالإضافة لخياطة إحرام الصلاة”.
وبينت أن أكثر الصعوبات تكون عند حدوث خطأ في الشغل في وقت متأخر قبل التسليم، مما يضطرها لإعادة فكه وتشكيله من جديد، ويتم التغلب عليه من خلال العمل بتركيز أكثر، والتغاضي عن الأخطاء البسيطة، التي لا تؤثر على الشغل.
وأرجعت الفضل في مهارتها الفنية لأختيها عقيلة وخديجة، لأنها اكتسبت بعض مهارات الكروشيه منهما، منوهة إلى أنها طورت من نفسها بدعمهما، وإلى صديقتها المقربة، ميعاد أحمد آل عبد ربه، التي شجعتها بكلماتها التحفيزية.
أمنية يقبرها المال
في كثير من الأحيان، تصطدم الأمنيات بما يعوقها، خصوصًا الجانب المادي، فكم من موهبة قبرها الفقر، فلا تبرز للعيان، وإن برزت فإنها تأخذ مسافاتها البسيطة، فلا تبحر في الأفق اتساعًا، من خلال هذه الكلمات جاءت أمنياتها، التي تختزلها أمنية واحدة، تراها الأمل.
تقول: “كل أمنياتي أن يكون لدينا معرض خاص لأعمالنا، نعرض فيه ما ننتجه بأصابعنا، وبنات أفكارنا”، مضيفة والحسرة بادية على وجنتيها: “ولكن ينقصنا المكان المناسب والمال”.
وحول سؤالنا: “هل توجهتم لأي جهة متخصصة في تمويل المشاريع الصغيرة؟”، أجابت بأنه ليس لديهن فكرة عن قروض المشاريع، داعية لتشجيع ودعم المبتدئات في الفنون اليدوية للعمل، وبالأخص في فن الكروشيه، لأنه عالم واسع جدًا وجميل – بحسب قولها.
وأشارت في الضفة الأخرى من حديثها، إلى أنهن شاركن بأعمالهن مع دار الفتاة بحلة محيش في الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة لمدة ثلاث سنوات في مدرسة الحادية عشر بالقطيف، وفي المدرسة المتوسطة الثانية بالقطيف.