تحرش صريح بقافية الطاء

بذلتُ  و ما في العشقِ  حدٌ  لمن  أعطى
و أبحرتُ  لا أدري  متى  أبلغُ  الشطا

تلوحُ كنورِ  البرقِ  أومضَ    مرةً
فأثملني عشقاً و سيرني خبطا

و تدنو و لم تقصد وصالاً  و لا  لقا
كمن ينفخُ  النيران يُطعمها نفطا

حنانيك ما الأشواق في  القلبِ  رغبةٌ
و لكنها الذكرى  تهيجُ  لمن شطا

إذا امتزجت باليأسِ  نفسي  تململت
فعادت إلى درب  الهوى  طائراً حطا

متى تلتقي العينان في الدربِ صدفةً
تفرُ  بحسراتِ  الشحيحِ  إذا أعطى

لها الله من غصنٍ إذا مال  و انثنى
توزع قلبي  في محاسنها قسطا

فيا صاحٍ  في قلبي  لهيبٌ  من النوى
و شوقٌ  أزال النوم  و الجَفنُ  ما  غطا

يكون لنا في الحلمِ وصلٌ  و خلوةٌ
خيالات مشتاقٍ  بلا  ثمنٍ  تُعطى

ينوء بثقل العشقِ  من  كان  قلبه
يكتّمُ  أسراراً و يُخفي الذي خُطا

أما في الهوى يا صاحِ قاضٍ  و  حاكمٍ
فقد تركت في الرأسِ  من  صدها  وخطا

لها غايةٌ  لا يدركُ  القلبُ  سرها
فلا الهجرُ  يؤذيها  و لا  زادها غبطا

ترى صبوةَ المشتاقِ  حقاً و غايةً
إذا هام لم يطلب وصالاً و لا شرطا

بذلتُ  لها  روحي  و أسرفتُ  في العطا
وصيّرتُ  من هذا الفؤاد لها  قرطا

و لولا حياء أن يرى الناسُ  دمعتي
لأمست دموع الشوقِ  في  نحرها سمطا

فلا هي تُدنيني فأحظى بقربها
و لا البعدُ أنساني و أورثني سخطا



error: المحتوي محمي