من على منصة رفاه بسيهات.. الطاهر: فترة الخطوبة دراسة للسلوك الأخلاقي والاجتماعي للزوجين

“إنَّ الزواج الصحيح القائم على جميع قواعده وأصوله هو الوسيلة الصحيحة لاستمرار النّوع الإنسانيّ وبقائه”… هكذا كانت افتتاحية الدكتور مهدي الطاهر في محاضرته التثقيفية عبر منصة “زوم” التابعة لمركز “رفاه” للتنمية الأسرية بسيهات، ضمن برنامج المقبلين على الزواج، يوم الأربعاء 22 يوليو 2020م.

وبيِّن “الطاهر” أنَّ فترة العقد الزواجي (الخطوبة) في غاية الأهمية لأهدافها الكثيرة، وهي دراسة السلوك الأخلاقي والاجتماعي وغيرهما للزوجين.

وقال: “لا بد أن يستفيد الزوجان منها استفادة كاملة، وذلك لتحديد الهدف الذي يسعيان إليه من خلال هذا الزواج، وفهم الدور الكامل لكل منهما، والتخطيط لتكوين الأسرة الصالحة، ولا بد أن تكون فترة الخطوبة فترة فاعلة وناجحة، لتقلل من المشكلات المستقبلية، وهي تُعتبر فترة فحص ومنها يكون الانسجام والألفة”.

وأشار إلى العوامل التي تُساعد على التوافق بين الزوجين ومنها؛ التفاهم الذي يقودهما إلى التواصل الدائم، بالإضافة إلى الوعي، كما أن نجاح العلاقة الزوجية يكون في ثلاثة أمور هي؛ وعي، ومسؤولية، ومحبة.

وأضاف أن الثقة هي العنصر الأساسي الذي يصنع حياة هانئة للزوجين، ويبني مستقبلًا رائعًا لحياة أسرية سعيدة، وأن الالتزام بحقوق بعضهما يُشيع الاستقرار في أجواء الأسرة، فيكون التفاعل إيجابيًا، ويدفع كلا الزوجين للعمل من أجل سعادة الأسرة.

وأوضح أنَّ الحياة الأسرية لا تسير بلا قيمومة، والقيمومة للرجل منسجمة مع طبيعة الفوارق البدنية والعاطفية لكل من الزوجين، فالحياة الزوجية تحتاج إلى روح الألفة والتغاضي، والتعاون وتبادل الأدوار، فالتقيِّد من قِبل الزوجين بالحقوق والواجبات الموضوعة لهم يُساهم في تعميق الأواصر، وينفي كل أنواع المشاحنات والتوترات المحتملة.

وذكر أنَّ علاقة المودة والرحمة والحب ضرورية في جميع مراحل الحياة، لأنَّ الزوجة تحتاج إلى الاستقرار العاطفي، وبهذا تكون الحياة الزوجيّة هي الحقل التربويّ الخصب لتخريج الأجيال النّاشئة التي تنشر الأمن والسّلام في المجتمع، لافتًا إلى أن الاستقرار النفسيّ هو أساس وركيزة الحياة الكريمة التي تقوم على الصّدق والإخلاص، والمودّة، والرّحمة بين الزّوجَين، قال -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

وحذّر من ابتعاد الزوجين عن بعضهما لأن التقارب المكاني يزيد المشاعر ألفةً وارتياحًا، ولكن حينما تكون العاطفة ضعيفة يحل الانفصال، لأنها لم تُبنَ بشكلها الصحيح.

واختتم المحاضرة بقوله: “إنَّ الحب هو عملية عُصارة مكونة من الرعاية، والمسؤولية، والوعي، والاحترام، هذه هي ركائز الحياة الزوجية الناجحة، ادعموها وثبتوها بكل ما لديكم من حب ومشاعر لتدوم بينكم السعادة”.



error: المحتوي محمي