سيهات تمثل قيم وثقافة الوفاء بأبهى صورها

رحل رجل الخير والعطاء المرحوم عبدالله المطرود قبل خمسة عشر سنة ودام ذكره في أثير مدينة سيهات خلال هذه الفترة الطويلة دون كلل أو ملل فقد كان مهرجانُ الوفاء تخليدًا لمقامه وعمله.

ويكفي لرمزيته أن تقول “المطرود” لتختزل قيمًا كبيرة، ولم تكن هذه الرمزية نتيجة وجاهة خاصة توارثها أو مكانًا اعتباريًا ناله بل نتيجة عمل الخير من شخص بدأ عصاميًا ونشأ على تقديم الخير لأهل بلده وهم أولى به لينتقل إلى الجار والمساحات الوطنية الأوسع.

بدأ عاملًا عاديًا يعمل بشركة أرامكو لكنه تحرك ليكون رقمًا ذا قيمة وأعطى ليكون رقم عطاء أكبر.
ولعل ما يجعل العمل ذا قيمة عظيمة هو الإخلاص وتقديمه في وقته والإبداع في نوعية العطاء وتمثل بإغداقه الخير عبر جمعية سيهات التي تميزت بمشاريع حيوية منذ أمد بعيد كالمجمع الصحي عبر الجمعية لمساعدة كبار السن ومازال يقوم بدور فعال وكبير.

قبل عدة سنوات كان لي حديث مع المعطاء بكل ما للكلمة من معنى المرحوم الدكتور حسين شعبان حول صندوق أصدقاء المرضى وكان هذا الرجل يمد اليد الطولى بالخير للناس فكان محل ثناء الجميع.

الشكر الجزيل لرجل الخير الراحل في ذكراه الخامسة عشرة ولأسرته التي واصلت دربه ولمدينة الخير سيهات التي احتضنته وتحتضن الكثير وتوفي العاملين أجورهم بالشكر والثناء وهو دليل حيوية هذا المجتمع الراقي.
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}، فخاتم قدمه أمير المؤمنين عليه السلام لفقير طلب الحاجة ولم يعطه أحد فمد أمير المؤمنين عليه السلام إصبعه ليأخذه الفقير ويثني الله على هذا العطاء لما يحمله من قلب وعطف وإخلاص وعلى هذا الطريق نسير إن شاء الله تعالى.



error: المحتوي محمي