كيف ترجو من المليحةِ وصلا
و سيوفٌ تواعدُ العشقٓ قتلا
فتوارى إذا أتيت حماها
كغريبٍ بين الأزقةِ ضلا
و اخفض الصوت للنوافذ أذنٌ
تسرقُ الهمس إن هواك تجلى
فإذا لاح من بعيدٍ خيالٌ
رسم الشوقُ للمفاتن ظلا
ميز القلبُ شخصها بين خمسٍ
غنجٌ يُطعم المعاني دلا
تستر الوجه عن عيوني احتشاما
و من العين سحرها قد أطلا
تيمتني بنظرةٍ من عيونٍ
غرزت في الحشا سهاما و نصلا
و التقت عينُها بعيني حتى
وقف العمرُ و الزمانُ اضمحلا
لم تكن لحظة من العمر مرت
بل هي العمر ما أتى أو تولى
هي توبيةٌ تشعُ جمالا
مثل نجمٍ من السماء تدلى
و عليها من العفاف ثيابٌ
و حياءٌ يمانع العشق بذلا
فتلظى الحشا و قد شب وجدا
و هو العشقُ لا يحكم عقلا
بحتُ و الشوقُ لا يبالي بعذلٍ
سكرةُ العشقِ تورث المرء زلا
قلتُ يا بنت عاشقٌ جاء يسعى
يترعُ العشقٓ من معانيك نهلا
أنتِ بنت النخيل جودٌ تسامى
يخجل النخل لو تصدين بخلا
جاوبتني و في الشفاه ارتعاشٌ
آهِ من عاشقٍ تجاسر فعلا