تمتلك بعض الأصوات مهارات عالية بالفطرة والموهبة، تصقلها بالمعرفة والتعلم والخبرة، يجيدون استخدامها، والبعض لا يجيد استخدامها وكيفية تطويرها، فلا التعلم طريقه وبوصلته، بينما هناك أصوات لا تمتلك أي مهارات، وبالعزيمة القوية، والتدريب المستمر، يتمكنون من اكتسابها وتطويرها.
ذكرت مدربة الصوت بدار القرآن الكريم بالقطيف، أسمهان محمد الموسى، أن عشقها لعلم الصوتيات، جعلها تطور قدراتها، من خلال متابعة البرامج على قنوات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا “يوتيوب”، بمجهود ذاتي، مبينة أن النتائج جاءت باهرة بتدريس كوكبة من دارسات القرآن، اللاتي أبدعن حفظًا وتجويدًا.
وأوضحت أنه رغم امتلاكهم حناجر قرآنية، إلا أن البعض يجهل كيفية استخدامها، فكان هدفها التعريف بطبقات الصوت وكيفية استخدامها، وذلك بعمل ملزمة خاصة للتدريب، الذي استمر لمدة خمس سنوات.
وأكدت “الموسى” أن الصوت نعمة عظيمة تمكن الإنسان من التواصل والتعبير عما يشعر به من أحاسيس ومشاعر، والتحكم فيه بأصوات لحنية متناسقة، قد يكون لها تأثير كبير على روحه ومزاجه.
وقالت: “الحس نبرة أو رنة”، لافتة لاختلاف طبقة الصوت من شخص لآخر، حسب الجنس والعمر.
جاء ذلك خلال ورشة “طبقات الصوت”، التي أقيمت عبر برنامج “زووم”، مساء الأحد 28 ذو القعدة 1441هـ، وتناولت فيها “الموسى” المحاور التالية؛ تحسين طبقة الصوت، والأوكتاف ودرجة الركوز، وطبقات الصوت وكيفية استخدامها.
3 طبقات
وقسمت أنواع الصوت لثلاث طبقات وهي؛ طبقة القرار، والصوت الطبيعي الذي يُخرج اهتزازاته من الصدر، ويكون غليظًا وكثيفًا، مشيرة إلى أنه المفضل عند القراء، لأنه يبعث على الخشوع والتأمل، وجلب الانتباه، بالإضافة إلى الجواب الذي يخرج من الحلق، وهو وسط بين القرار وجواب الجواب، واهتزازه يكون أعلى الرأس، والتجويف الأنفي، ويحتاج لنفس قوي.
وبينت أن البعض لا يملك سر الجواب، فلا يستفيد من الورشة المقامة رغم بذله للمجهود، بسبب عدم استطاعة المدرب توصيل المعلومة.
ولفتت إلى أن بعض الناس يطمح إلى تطوير قدراته الصوتية، كالمنشدين، وقراء القرآن الكريم، عن طريق التدريب المتواصل، كتدريبات التنفس، والنطق، لتحسين أدائهم في المجال، مشيرة لحاجتهم للتدريب على السلم الموسيقي، التعرف على درجاته الثمانية وهي؛ دو، ري، مي، فا، صو، لا، سي، دو، التي تبدأ من القرار لجواب الجواب.
نصيحة
ونصحت “الموسى” المتدربات بضرورة جعل الحبال الصوتية قوية، مبينة أن الحنجرة هي التي تحدد الشخصية الصوتية، فإذا كانت كبيرة، تصدر أصواتًا مرتفعة، أو ربما تكون رخيمة، أو حجيمة، غليظة، أو حادة حسب سرعة ذبذباتها، ويمتاز الصوت بقدرته على الارتفاع والانخفاض وعلى الضيق والاتساع.
ودعت إلى أن تكون القراءة بأريحية دون تكلف، بداية بطبقة القرار بهدوء، كي نتجنب التعب، وخسران النفس، مسمية كل صوت لأقسام السلم الموسيقي في نفس واحد بالأوكتاف.
وأضافت: “يجب التدرب على عدم قطع النفس أثناء القراءة، للوصول لقراءة سورة الضحى في نفس واحد”.
وشرحت أن بين كل طبقة والثانية ثماني طبقات صوتية، ويحتاج للتدريب عليها تدريجيًا، كالطفل الذي يتعلم المشي، وأن يبدأ السورة بطبقة القرار بهدوء، وفوق القرار قليلًا بحيث تكون الاهتزازات الصوتية في الصدر، والتدرج في الطبقات، كي لا يكون هناك نشاز، ثم ختمها بالقرار.
ونوهت إلى أن النقص في الصوت يأتي نتيجة للتقدم في السن، وإجهاد الصوت بالتمارين غير المنتظمة، واستهلاكه باستخدام الطبقات العالية بطريقة غير صحيحة.