عشق الفنان “حسين الحداد” فن الخط وحاول مزجه بفن آخر، مضيفاً لهُ جمالياته مدمجاً تلك التصاميم بمخطوطات إلكترونية وتصاميم عصرية، تفنن فيها بمطبوعات خشبية وأخرى على علب بلاستيكية.
واهتم الحداد بالخط العربي وبفنونه فشّق طريقه في عالم الخط وانخرط في جمالياته فتوحد صوت إحساسه تجاه سيد الفنون وانطلق من بلدة التوبي إلى الخط العربي، متلهفاً إلى الورقة والقصبة مبادرًا بأن يعيد للخط تلك المكانة المرموقة.
وتحدث “الحداد” الذي يعمل حاليًا في إحدى الشركات الخاصة عن بداية مشواره بفن الخط، قائلًا: “عشقت الخط منذ صغري فبرغم توبيخ معلمي بالصف الأول الابتدائي لي لاستيائه من سوء خطي، والذي لايزال يتردد صدى كلماته في أذني دائماً فكلما رجعت بي ذاكرتي للماضي أتذكر ذلك المعلم الذي لم يكتشف موهبتي حينها، وأبتسم لأن والدتي بإمكانياتها البسيطة وقلة خبرتها هي من صنعت الدافع القوي بداخلي لأثبت له عكس ذلك”.
موهبة وفن
يذكر “الحداد” أنه قام بتقليد الخط من كتاب اشتراه من إحدى المكتبات بالقطيف وقلد مخطوطاته ونمى موهبته، وعندما بلغ ١٣ عامًا من عمره كانت انطلاقته في تحسين الخط، مشيدًا بمعلميه في المرحلة المتوسطة الذين تبّنوا موهبته ودعموه وحفّزوه وكانوا يدعمون ذلك بمشاركاته في النشاطات المدرسية، منوهًا بأن دافع حبه للخط كان سبب الانبثاقة.
ويبين أنه لم يحظ بأخذ دورات تدريبية في فنون الخط وأنه اعتمد على تدريب ذاته بذاته بالمشاهدة والتقليد موضحًا أن بداياته كانت تفتقر للقواعد الخطية، حيث بدأ بالمخطوطات اللوحية مع زملائه في المشاركات الخيرية، ومخطوطات للمآتم الحسينية، إلى أن تمكن وأصبح يصمم ويخّط أي فكرة تجول في فكِر الزبون.
تصميم وتحفيز
يقول الخطاط الحداد: “إنّ التمحور حول العميل، بدءًا بمعرفة متطلباته واحتياجاته وتنفيذها وتصميم مخطوطته كما طلبها وتسهيل مراحل حصوله على الخدمة بإنهاء المخطوطة، هو أكبر ما يحفّز العميل على معاودة التعامل معك ونقل تجربته معك لأقاربه وأصدقائه ومعارفه، وهذا ما يجعلك أكثر ارتياحًا”.
انطلاقة ودافعية
وأوضح أنه رغم وجود إقبال واضح على تعلم الخط هذه الفترة من بعض المهتمين والهواة إلا أن هناك نقصاً في تحسين الخط وتطويره.
وقال لـ«القطيف اليوم»: “يجب إنشاء مراكز للخط العربي تعنى بالمواهب الشابة ودعم الأنشطة لنشر هذا الفن الذي يميز حضارتنا العربية والإسلامية”.
وأشار إلى أن هذا الفن هو المتنفس الوحيد الذي يبعده عن ضجيج الحياة وصخبها، مؤكدًا أنه كان ومازال يطمح إلى فتح مشروع خاص به في مجال الطباعة والإعلان، متمنيًا أن يأتي يوم يتحقق فيه ذلك الحلم.
ولفت إلى أنه يتمني من شريكة حياته المستقبلية أن تسانده وتتقبل شغفه بالخط وحبهُ للقصبة، مبينًا أن الخط العربي كان صنعة وفناً في آن واحد سابقاً، أما الآن ومع تطور التكنولوجيا فأصبح التصميم بالخط هو الفن.
وأرجع شح الدورات الخاصة بالخط إلى عزوف الناس عن هذا الفن وتهميشه بسبب دخول التقنية الحديثة.
وختم حديثه قائلًا: “يجب أن نعي جميعاً أن فن الخط العربي جزء لا يتجزأ من حضارتنا وتاريخنا وتراثنا الذي يتوجب على كل فرد منا الحفاظ عليه”.